الوحدة : 12-3-2024
هل فقدنا حقاً ذلك الشغف الجميل..
واشتقنا لصباحاتٍ تفوح منها رائحة القهوة، وتعانق فيها أصابعنا جريدةً ورقيةً دافئة.. بينما الصوت الفيروزي الجميل يسكب سحره في أعماقنا..
كيف أضعنا ملامح وجوهنا القديمة في زحمة مشاغلنا اليومية.. وأحزننا البعد القسري عن أشيائنا الحبيبة رغم بساطتها.. وكم من مرثية كتبناها في دفاتر الحنين لأشياء تُحس وأكبر من أن تُقال!!
كم من حربٍ صامتةٍ خضناها بيننا وبين أنفسنا حين مالت أغصاننا الغضة مع رياح معاكسةٍ لأحلامنا.. فانحنينا ولم ننكسر !
أين نحنُ من دائرة القلق اليومي الذي يحاصرنا..
أين نحن من شجوننا.. وبحة الناي في حناجرنا المتعبة.. هل أصبحنا مجرد فرائس سهلة لصفحات التواصل الاجتماعي، والمجاملات، والمناسبات المزيفة!!
كم من مرةٍ غلبنا فيها الشوق لأزقة حاراتنا العتيقة، لأغنية حبٍ صادقة.. لوجوهٍ غاصت في رمل الوداع.. وأصواتٍ أثيرة غيبها الرحيل الطويل!!
أين نحن من أحلامٍ شاخت كسنبلة في الرأس..
وكلماتٍ كتبتنا قبل أن نكتبها..
وعمرٍ تسرب من بين أيدينا ككمشة رمل أو ضياء..
منى كامل الأطرش