الوحدة 2-3-2024
دو ري مي فا صول ليست مجرد علامات موسيقية وحسب، إنما هي عناوين لفقرات تضمّنت ومضاتٍ من حياة موسيقيّ اللاذقية وابنها الأحبّ إلى قلوب كل من عرفه وصادقه “غابي صهيوني” في الفيلم الوثائقي الذي حمل اسم “صول” في عرضه الأول والاستثنائي على خشبة مسرح دار الأسد للثقافة باللاذقية، ليحطّ رحاله بين أهله ومحبّيه بعد جولته العربية والعالمية في عدد من دول العالم ومشاركته في مهرجاناتٍ سينمائية عدّة..
“صول” الذي أخرجته زهرة البودي يعرض لمراحل حياة غابي ذات الثلاثة وثلاثين عاماً، منذ ولادته وحتى يومنا هذا، مرافقاً إياه في كل مراحل حياته في عرض لسيرته الذاتية الحافلة بالتميز والإبداع والعطاء والألق والخصوصية من جهة، والمحفوفة بالألم والوجع والصعوبات التي رافقت وضعه الجسدي وما فرضه عليه من التحديات الكبيرة التي واجهها من جهة أخرى، بدءاً من فقدان البصر وليس انتهاء بفقدان الحركة والمشي، لتبقى الإرادة والتصميم والأمل بذوراً تنبت لتؤتي ثمارها كل يوم ببصيرة الموسيقيّ العاشق لفنّه والمتفرّد بموسيقاه، وليصبح أحد أبرز أعلام اللاذقية وسورية بتعاونه مع عدد من أشهر الفنانين والفنانات عزفاً وتأليفاً وتلحيناً.. وليأتي هذا السرد على لسان عائلته وأصدقائه ومحبّيه والمقربين منه وطلّابه الذين درّسهم أبجدية النوتة الموسيقية ومبادئها، في عرض متميز يعرّف الجمهور على مواهبه المتفرّدة ويسلّط الضّوء على مواهبه المتعددة ذات الخصوصية المبدعة والاستثنائية في كل شيء، فلا أحد يشبهه، وهو حالةٌ لم ولن تتكرّر.
غابي صهيوني في تصريح خاص لصحيفة الوحدة أشار إلى أنه استغرق سبع سنوات وهو يحضّر الفيلم مع المخرجة زهرة، واحتاج منه تعباً كبيراً لكن بفضل الأصدقاء والأوفياء وجهود المجتمع الأهلي الذين ساندوه وقدموا له الدعم ومختلف التسهيلات تجاوز كل الصعوبات والعقبات لينجز الفيلم الذي يحضُره لأول مرّة مع أهله وجمهوره، وختم بالشكر الكبير للاذقية وأهلها وأرضها..
زهرة البودي مخرجة الفيلم في كلمتها أمام الجمهور شكرت كل من ساندها في هذا العمل الذي أنجزته بكثير من الحبّ والشغف والإيمان، واستغرقت رحلته سبع سنوات من الإرادة والتصميم تحدّت خلالها مختلف الظروف وأصرت على إنجاز حكايته ليبقى غابي هو الحكاية كلها.
بعد العرض قدّم غابي مجموعة من المقطوعات الموسيقية والأغاني بشكل منفرد وبعضها برفقة عدد من أصدقائه وطلّابه الذين أطربوا الجمهور بأصواتهم العذبة والجميلة، والذين فاجأهم غابي على المسرح دون تحضير مسبق.
ريم جبيلي