الوحدة 24-2-2024
تُصادف سنوياً بتاريخ 24 شباط الذكرى الخاصة بتكريم العالم والفيلسوف نصير الدين الطوسي، وفي رحاب هذه الذّكرى أجرينا حواراً مع د. ريم صقر – دكتوراه بتاريخ الشرق القديم والذي دار حول حياته وإنجازاته وتأثيراته ومؤلفاته:
– بالتّعريف من هو العالم الفيلسوف الطّوسيّ؟
– هو أبو جعفر محمد بن محمّد بن الحسن الطّوسي، المعروف باسم “نصير الدّين الطّوسي”، وُلِد الطّوسيّ في مدينة طوس، وهي ناحية تابعة لمنطقة خراسان في الجهة الشّمالية الشّرقية من إيران، في سنة 597ﻫ ، وهذا التّاريخ غير مُتفقٍ عليه من قبل غالبية الباحثين والمؤلفين، وتوفي في مدينة بغداد سنة 672ﻫ ، مُوصياً بعدم ذكر مناقبه وإنجازاته العلمية على قبره.
– ماذا عن مكانة العالم والفيلسوف الطّوسي؟
– يُعدّ الطّوسيُّ من أبرز علماء وفلاسفة الفُرس في القرن السّابع الهجري، لِما اشتُهرَ به من سِعة الاطلاع في مختلف مجالات العلوم والفكر، هذا فضلاً عن إنجازاته العلميّة الكثيرة التي شملت جوانب ومواضيعَ هامّة في الفلك والفلسفة والمنطق والرّياضيات وغيرها الكثير، وقد اعتبره المؤرخ الشّهير ابن خلدون أحد أعظم فلاسفة الفرس، وسُمّيت باسمه “نصير الدّين” فوهة صدمية على سطح القمر بعرض 60 كم، إلى جانب “طوسي”10269، وهو كوكبٌ مكتشفٌ من قبل العالم الفلكي السّوفييتي نيكولاي ستيبانوفيتش عام 1979 م.
ومن ضمن اهتمام الإيرانيين بإنجازات علمائهم وتخليداً لأسمائهم، أُطلقَ اسمُ “نصير الدّين الطّوسيّ” على أحد أشهر الجامعات الإيرانية المختصة بالتكنولوجيا، إلى جانب الاحتفاء وتكريم هذه الشّخصية الموسوعيّة في كل عام، تقديراً للمكانة العلمية البارزة التي نالها بين علماء عصره.
– ماذا عن إنجازاته العلمية؟
في الرياضيات: يعتبر الطّوسيّ أوّل من كتب في علم المثلثات بشكل مُنفصلٍ عن علم الفلك، كما أنّه أوّل من تعامل مع حالات المثلث الكُروي القائم الزّاوية، وصاغ قانون الجيب للمثلثات المُسطحة والكروية، ومكتشف قانون الظّلّ، مع إثباته لها بالأدلة والبراهين.
– في مجالي الكيمياء والفيزياء: عمل على صياغة قانون بقاء المادة، وأثبت أنّ المادة غير قابلة للاختفاء، لكنها قابلة للتحوّل، فسبق الأوروبيين بنحو 500 عام لاكتشافهم هذا القانون.
– في مجال الفلك: قام الطّوسي بدحض النّموذج الفلكي الخاص ب “بطليموس”، الذي اعتبر فيه أنّ الأرض مركز الكون، فقدم نموذجاً لمجموعة الكواكب الشّمسية، ذاكراً إيّاه في كتابه “التّذكرة في علم الهيئة”، ونظراً لإسهاماته الفلكية أطلق علماء الغرب على نظام الطّوسي المُعتمد على حركة القمر اسم “مزدوجة الطّوسيّ” – أيّ مزدوجة الطّوسي وكوبرنيكوس-، هذا إلى جانب نجاحه مع فريقه البحثي في تحديد خطوط طول القمر وبعده عن كوكب الأرض، كما عمل إلى جانب عدد كبير من علماء الفلك على بناء “مرصد مراغة”، وقد سُمّي الزيج المستنبط من هذا المرصد ﺑ الزّيج الإيليخاني، وقد رُفد هذا المرصد بمكتبة ضخمة في ذات بناء المرصد، فاحتوت على عدد كبير من الكتب النفسية التي جُمعت من مكتبات بغداد و دمشق والموصل وخراسان، فقُدّر عدد كُتبها بنحو 400000 كتاب.
– و ما هي مؤلفاته؟
– تجاوزت مؤلفاته 184 كتاباً، نذكر منها:
– كتاب “تحرير الكلام” في المجال الفلسفي.
– كتاب “الشّكل القطّاع” في الرياضيات.
– “الزيج الأليخاني”، و”كتاب التذكرة في علم الهيئة” في مجال الفلك.
– “أساس الاقتباس” كتاب في المنطق. وغيرها الكثير.
ازدهار علي