العدد:9281
الاربعاء30كانون الثاني2019
قتلت الحرب ذكريات الطفولة، ودمرت حلم الشباب حتى صار المستقبل عالماً ضيقاً كئيباً لا ندري إن كنا سنعيشه.
حصل على الشهادة الثانوية ثم التحق في صفوف الجيش العربي السوري ولازال منذ بداية الحرب وقد أكمل أعوامه الثمانية يواجه ظلم الإرهاب، ونجا من الموت الذي كان يواجهه بالحب دون خوف.
يريد أن يعود إلى حبيبته التي انتظرها سنوات وتكلل أخيراً بالزواج وطفل ابن أشهر.
محمد علي حسن أبو يحيى من قرية بسورم غير موظف عسكري احتفاظ في محافظة حماة، يقول محمد: الحياة صعبة ولكنها جميلة أعود في إجازتي بأشواقي الكبيرة الى زوجتي وابني ولكن أول وصولي أبدأ العمل وأخرج الثالثة صباحاً إلى سوق الهال لأجلب بعض الخضار والفواكه أفرشها على الرصيف لأؤمن لعائلتي مصروف الشهر خلال غيابي.
كيف مرت سنين الحرب؟ بالابتسامة الصادقة تابع محمد حديثه متألماً: أتمنى أن أعود إلى عائلتي وتنتهي الحرب لأتسرح، هذه الحرب جعلتنا موجوعين قتلت أحلامنا وشبابنا ومستقبلنا وقتلت طموحي، عشنا سنين حرب قاسية برد وحر وسهر وجوع، كنت أقاتل وفي داخلي صور أهلي وعائلتي كنا نقاتل مؤمنين بالنصر لنعود ونختصر مسافات البعد والخوف.
ماذا عن عملك والعائلة؟ أنا مؤمن بالحب وزوجتي حبيبتي من ثماني سنوات، انتظرت وعاشت كل ظروف البعد بصبر وإيمان والحمد لله تكلل حبنا بالزواج ويحيى، وأنا في إجازتي أعمل لأعوضها تعبها وأؤمن احتياجات ابني وخاصة مع هذه الظروف القاسية الغلاء وعدم توفر حليب الأطفال.
أمنياتك؟
أن أعيش مع عائلتي وأبدأ بالحياة ، سأفرش الخضار والفواكه هنا في السوق إلى جانب والدي الذي أمضى ثلاثين عاماً يبيع على الرصيف خضار وفواكه، فأنا ابن عائلة فقيرة ثروتها العرض والكرامة وسعيد لأنني بخير وزوجتي بخير وابني بخير.
زينة هاشم