بين الشـط والجبل …دَعْ عنك لومي

العـــــدد 9369
19 حزيــران 2019

 

دَعْ عنك لومي فإن اللومَ إغراءُ . . عذراً من شاعرنا الكبير (أبو نواس) لأنه حين تمتمَ بكلماتهِ السحرية هذه، لم يعرف أنّها ستُستخدم فيما بعد في غير مكانها وزمانها . . وأعترفُ أنني أستخدمها تعويذةً لطيفةً في أيام الامتحانات العامة من كل عام . . حيث يُجبر المدرس على إغلاق جواله وسماعة هاتفه وربما باب المنزل لأن توسلات بعض وسطاء الطلاب وأهلهم قد تتحول إلى ما يشبه التسول المُحرج . .
دَعْ عنكَ لومي . . تعويذةً تتمتمُ بها وأنت تخاطب أحد الزملاء الذي يصرّ بطريقة أو بأخرى على توصيتك بأحدهم بحجة تأمين الجو النفسي المريح للطالب وكأس الماء والابتسامة الدافئة… علماً أن الأشياء السابقة الذكر موجودة أصلاً في مراكز الامتحانات وهي من واجبات وضرورات العمل ومن حق الطالب . .
دَعْ عنك لومي . . تقولها لوليّ الطالب وهو يلحق بك صباحاً إلى باب المركز ويمطركَ بوابل الكلمات والوصايا، حتى تكاد تتعثر في طريقك وتشعر أنك نجم سينمائي هارب من الأضواء!!
دَعْ عنكَ لومي . . هل يخاطبنا بها نابليون إن غفرنا له جرائم الحروب، ووجهنا له اللوم فقط على عبارته التاريخية ( دخول ساحة حرب ولا دخول قاعة امتحان)، والتي أصبحت فيما بعد ذريعةً لتصرفات بعض الطلاب الخاطئة!!
وبرغم الجهود الحثيثة والمشكورة لمديريات التربية من أجل الارتقاء بالعملية الامتحانية وأدائها على أكمل وجه، يبقى الأمل معلقاً أيضاً على الضمائر الحرة للمراقبين والقائمين على العملية الامتحانية في كل مكان . .
أختم كلماتي هذه، وأرجو ألا يلومني بعض الأقارب والزملاء والأصدقاء، وأن نتمسك جميعاً بمبدأ (من جدّ وجد) . . وكل امتحان وضمائرنا وجهودنا وأبناؤنا الطلبة بألف خير.

منى كامل الأطرش

تصفح المزيد..
آخر الأخبار