(صلة الحرب بالتغير المناخي في سورية) محاضرة للدكتور رياض قره فلاح

الوحدة: 1-2-2024

بيّن الدكتور رياض قره فلاح في محاضرته البيئية التي ألقاها في المركز الثقافي العربي بجبلة بعنوان ” أثر التغير المناخي” أن الحرب على سورية خلفت آثاراً سلبية على المناخ في سورية لأسباب متعددة، يأتي في مقدمتها استخدام الوقود وتصفية النفط بشكل بدائي من قبل داعش والفصائل المسلحة مما سبب تلوث الهواء، وكذلك تلوث المياه نتيجة أعمالهم التخريبية، يُضاف لذلك كله تدمير البنى التحتية في سورية الذي أثر سلباً على القطاع الزراعي في المجتمعات التي تعتمد على الزراعة لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة وتضرر المواسم الزراعية، إذ أصبح نمو بعض النبات بغير آوانه.
مشيراً أيضاً إلى حرائق الغابات جراء الاحترار العالمي، إضافة إلى الأنشطة البشرية المسيئة لاسيما المفتعلة منها، وبالتالي إلحاق الأذية بالتنوع البيولوجي واختفاء بعض النباتات، وبالنتيجة  تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي وبالتالي استخدام السيارات القديمة التي تؤثر سلباً على جودة الهواء.
وحول بعض دلائل التغير المناخي في سورية التي ذكرها الدكتور رياض قره فلاح: ارتفاع درجات الحرارة والتغير الملحوظ في مواسم الزراعة وزيادة تبخر المياه وموجات الحر والعواصف الغبارية وغزارة الأمطار بزمن قليل مع كميات كبيرة مما ساهم بتشكل السيول والفيضان وتضرر المحاصيل الزراعية وغلاء الأسعار.
ونوه د. قره فلاح بأن تلوث الهواء يؤدي إلى مشكلات بيئية وصحية خطيرة، بما في ذلك أمراض التنفس والأمراض القلبية، لافتاً إلى ضرورة التعامل الجدي مع هذا التحدي مثل الاعتماد على تقنيات التصفية والحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري بما في ذلك تشجيع استخدام مصادر الطاقات المتجددة.
و رأى الدكتور قره فلاح أنه ينبغي على الحكومة والمجتمع المحلي اتخاذ إجراءات للوقاية من الحرائق وإدارة الغابات بشكل فعال، إضافةً إلى دعم جهود الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة، مقترحاً ضرورة أن يكون الوقت اللازم للتعافي من تأثيرات الحرب فرصةً للتفكير في إعادة بناء مستدام وتحسين إدارة الموارد الطبيعية بهدف تحقيق استقرار بيئي واقتصادي مستقبلاً.
ومن ضمن مقترحات الدكتور قره فلاح أيضاً الدعوة إلى التحكم في تأثيرات تخريب الزراعة على المناخ، من خلال اتباع ممارسات زراعية مستدامة والتحول نحو نظم زراعية تأخذ في اعتبارها الحفاظ على البيئة والاستدامة البيئية، وتبنّي استراتيجيات مستدامة وتعزيز التحول نحو الطاقة المتجددة وإدارة الموارد المائية بشكل فعال، مؤكداً على أن التعاون العالمي في مجالات التكنولوجيا والتكيف مع تغير المناخ يمكن أن يشكل أهمية كبيرة.

 

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار