الوحدة : 16-1-2024
هي الريح تبحر الآن . .مراكبي غاصت في انتظارها
وحقائبي تنهض من سباتها..
وتخط بمداد اشتياقها بوح غنج القلب.
رف من الغيم المسافر يبث عطر الجوى. ونافورة الأشواق توشوش وجه النهار أن اغتسل بماء العناقيد المعتقة.
هي الريح تبحر الآن..
ولهفتي تحملني على سرير من هيام.
وثمة قمر يطوف على شرفات المنحنيات وينسج الفرح قهوتي.. ترتعش في فنجانها.. وثمة غيمات خريفية تركض في سمائي ملفوفة باللهفة الهاربة. فأسمع بقلبي نشيجاً وتمضي عيوني في لهاثها وراء منعطفات المدى..
وحين يعشب المساء..
تبعثرني رياح النعاس…فيزهر الشوق شموساً. يتناثر وهجها .ويعود يسألني نورها:
متى الإياب؟
أفكاري تنكسر فيما بينها . وأحلامي تصر من الخيبة , والريح تبحر .. تبحر.. والحوذي.. يصفعه المطر.
فيا أيها الحوذي..
أوقف عربات المطر، أبعد بي إلى مقعد من غبار. ولا تخشى شيئاً فلن يختنق البحر , ولن تتصدع جدران الميناء.
ويا أيها الحوذي.. أغلق شبابيك النسيان. أيقظ براري الليل, وانسج .. من خيوط الفرح وسادة عشق يدغدغ نبض العروق .
ولاتخف .. فأشواقي ملء اخضرار الصباح
ويا أيها الحوذي..
نهنه جيادك .. وانحر بوابات البروق فسمة صفصافة تظلل بنفسجة عاشقة.
سيف الدين راعي