الوحدة : 10-1-2024
مع دخول البشرية الألفية الثالثة كان لابد من سمة تعطى لهذا العصر، ولم يكن وصف أدق من كونه عصر التكنولوجيا المتسارع في أثره وتأثيره الحيوي على الحياة المعاصرة … حيث أصبح العالم، كما يقال، قرية كونية صغيرة مرتبطة بشكل وثيق فيما بينها بفضل التكنولوجيا الحديثة …
الدكتور محمد حبيب عروس، دكتوراه في هندسة الكمبيوتر والأقمار الصناعية، عضو الهيئة الدولية للفضاء تحدث في محاضرته بعنوان “في ظل التكنولوجيا العالم إلى أين …” عن تأثير التكنولوجيا بوجهيها الإيجابي والسلبي، ووجودها الحيوي على البشرية، وغلبة محور الشر والأقوياء الأغنياء
على مدى العهود والقرون، فالعالم حالياً نصفه مستهلك تقريباً (المتخلف)، ونصفه الآخر (المتطور) منتج، والمفارقة أن معظم خامات الصناعة والتكنولوجيا موجودة في دول العالم الثالث الفقير والمتخلف، وإذا ما تطلعنا على سيرورة التاريخ المعروف منذ ما قبل خمسة آلاف سنة ونيف مع بدء الكتابة والتوثيق، نجد أن الثلاثة آلاف سنة الأولى تضاعفت فيها علوم البشرية، وفي القرنين التاسع عشر والعشرين تسارعت هذه المعارف بشكل مذهل، والآن تتضاعف بالساعات والدقائق والثواني .. وآخر هذه العلوم التكنولوجية المتطورة تقنية (الذكاء الصنعي)، وفي عام ٢٠٠٠ م كان من المفترض أن ينتج قرص مدمج يضم كل علوم الحضارة البشرية، لكن في الحقيقة كان هذا نوعاً من المعجزة التي لا يمكن أن تتحقق في ديسك واحد، لذلك جاءت صياغة الإنترنت من قبل البحرية الأمريكية لأول مرة من أجل التواصل بين البحارة وأهاليهم، وأصبح الكمبيوتر الشخصي هو مجموعة الكمبيوترات الموجودة على وجه الكرة الأرضية، وأصبحت عصارة العقول والأدمغة التي لا تقتصر على قومية أو شعب متاحة للجميع.
ومع احتكار دول العالم المتقدم للتكنولوجيا، عملت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على تحسين أداء المؤسسات وإنتاجيتها عن طريق أتمتة المعلومات، والمهام الموكلة للقوى البشرية فيما مضى، وخاصة في مجال الطب، والنقل بكافة أنواعه ، و بفضل هذه التقنية أصبح العالم كله مراقباً وتحت السيطرة، وما يحدث في العالم من تقنيات وعلوم، وحروب ودمار واغتيالات على حد سواء يتصل مباشرة بتقنية الذكاء الاصطناعي، كذلك موضوع الأوبئة لتقليص عدد السكان إلى المليار أو نصف مليار نسمة ونشر المثلية لتحديد النسل وتدمير المنظومة الأخلاقية، حيث يتحكم بالعالم حالياً الصهيونية العالمية وريثة الماسونية العالمية، وهناك ١٣٠٠٠ ألف رأس نووي في كل دولة تستطيع تفتيت العالم عن الكرة الأرضية عدة مرات، وعملياً إذا ما حشرت إسرائيل في الزاوية ستستخدم هذا السلاح كما حدث في ١٩٧٣ م حيث استنفرت ثلاث عشرة طائرة إسرائيلية محملة بالقنابل الذرية لضرب العواصم العربية لتتدخل حينها المخابرات المركزية الأمريكية *C I A* والمخابرات الروسية *K G B* وتوقف حينها الحرب، واليوم هي تستخدم لضرب غزة الفلسطينية القنبلة الهيدروجينية الهدامة والمدمرة للبنية التحتية، ونستطيع القول بأن العالم متجه إلى الفناء إذا استمر استخدام التكنولوجيا بغير وجهها الإيجابي والفعال … وترك كل ما هو منافٍ للعقل والتطور والأخلاق أولاً وأخيراً.
نعمى كلتو