بين الشـط والجبل … في ســالف الحـــزن

العدد: 9366

 الأحد-16-6-2019

 

 

هيا ابتعدوا عن قبر الشهيد، اتركوا السيف، ودعوا الزنبقة تتفتح، ضعوا السعفة على الصدر المسجى، فوق سرير الموج، وخلوا الزورق يجري بسلام .
* * *
ما يتقطر من رأس السيف، ليس بحبة ندى، السيف الذي شطر القلب نصفين، ما يزين رأسه دم قان، الزهرة لا تحب السيف أبداً..
الوردة المتفتحة فوق قبر الشهيد.. لم يكن من زرعها, هو قاتله.. مؤكد أن أمه هي من زرعت تلك الزهرة وربّما أخته الصغيرة؟ وربمّا الشمس!
* * *
في سالف الوقت بكيت عليك.. بكيت عليّ. .
في سالف الحزن مسحت دمعك، ومسحت دمي بمنديل الهواء..
في سالف الجوع بكينا معاً – على السنابل. .
في سالف الحقد ألقيتني للذئب، وكانت رحى الحرب تدور.
* * *
لما ترامت بنا الأرض، صار المدى قاعاً مظلماً.. .
لما اقترب الحبّ، اختزلنا أحزان الشتاء. .
لما اقترب الرحيل، افتتحنا مزاداً للظمأ، ولما رحلت لم أكن المودع الأخير . .
* * *
آخر الحب.. أول التلال . . بيننا نهر من عمر تبدد..
آخر الحرب . . من يرتب نعوش العائدين من زحمة الموت؟
آخر المواعيد، استفاقت زهرة الروح، وكنت حاضراً في الوداع.. عانقت طيفك، ويكينا معاً على السنونو القتيل.
آخر الذين مروا . . آخر العائدين، وآخر الغائبين، وآخر الحاضرين.
* * *
عسل السديم سفحناه معاً على صدر الظمأ، ونسيت أن أبكي عليّ. . أن أبكي عليك.. نسينا أنّ ما على رأس السيف، ليس قطرة ندى، وان ما على شفرته ليس زهرة. . ونسينا أنّ دمنا كلانا عليه. . ونسينا أنها الحرب تغتالنا معاً.. ولا من يبكي عليّ، أو يبكي عليك!.

بديع صقور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار