(تكامل النص والصورة: سحر قصص الأطفال) دراسة للباحثة دلال القرافلي في مجلة الرائد الشاملة

الوحدة:28-12-2023

هناك تعريف للقصص والكتب المصورة يعتمده الباحثون والنقاد في الشأن الأدبي على أنها عبارة عن أعمال يغلب عليها الطابع الفني حيث أنها تحتوي على الرسوم التوضيحية بشكل مميز يجذب عقل وانتباه الطفل، وهي لا تقتصر على قصص الأطفال التي يتم إعدادها من أجل الترفيه فقط، وإنما أصبحت مُستخدمة بشكل كبير في تعليم الأطفال القراءة بداية من مستويات تعليم الحروف وحتى مراحل متقدمة في تعليم اللغات المختلفة وتعليم الأرقام والرياضيات وغيرها من العلوم…
في البداية، ترى الباحثة أن تكامل النص والصورة في قصص الأطفال يعد أحد المعطيات الأساسية التي تفتح أبواب عوالم الخيال وتهيمن على قلوبهم بسحرها الخاص. إن هذا التوليف الفني يسهم في تشكيل تجارب قراءة لا تُنسى، حيث يتداخل السرد اللفظي بألوان الرسوم ليخلق تجربة مثيرة وممتعة.
وحول تفاعل الأطفال مع النصوص المصورة تؤكد الباحثة أن الأطفال يعيشون في عالم من التفاعل المستمر بين النص والصورة، حيث يتيح لهم ذلك استكشاف المشهد بأكمله بطريقة ملهمة. حيث يستجيب الصغار بشكل خاص للصور الملونة والرسوم الجذابة، وتصبح الصورة جزءاً لا يتجزأ من فهم القصة.
وعن الرسوم التوضيحية في هذه القصص المصورة تشير الباحثة إلى أن هذه الرسوم تشكل لغةً تصويريةً خاصة تعبر عن عوالم الأحلام والخيال. يستخدم الرسامون المتمكنون تفاصيل دقيقة وألواناً متناغمة لنقل المشاعر والأحداث، مما يتيح للأطفال استكشاف عوالم جديدة وتوسيع آفاق خيالهم.
وتبين الباحثة أنه ما بين الكلمة والصورة هناك انسجام إبداعي،
ففي قصص الأطفال، يكون للكلمة والصورة تأثير متبادل. يقوم النص بنقل الأفكار والقيم، بينما تأخذ الصورة على عاتقها نقل الأجواء وإضافة عمق للتجربة. ويتناغم النص مع الصورة بشكل إبداعي لخلق توازن فريد.
وحول دور القصص المصورة في تنمية الفهم واللغة، توضح الباحثة أن هذه التقنية تعد مناسبة لتنمية الفهم اللغوي واللغة البصرية عند الأطفال. إذ يمكن لتكامل النص والصورة أن يُشَجِّع على التفكير النقدي والتحليل، وفتح أبواب الحوار بين القارئ الصغير والنصوص المصورة.
وحسب رأي الباحثة، فإن لهذه القصص المصورة الدور الهام في الإثراء الثقافي عند الأطفال، حيث تؤكد بأن القصص المصورة توفر للأطفال لحظات استمتاع لا تُضاهى، وفي الوقت نفسه تعزز الفهم للثقافات المختلفة. كما يمكن للرسوم الملونة والشخصيات الفريدة أن تعزز فهم الأطفال حول تنوع العالم والانفتاح على الآخر.
وفي الختام، تخلص الباحثة في دراستها إلى نتيجة مفادها أن قصص الأطفال التي تتكامل فيها الكلمة والصورة تتيح التعبير عن الأفكار والمشاعر بشكل أعمق. حيث يشكل هذا التكامل لحظات سحرية تحفز الفضول وتعزز حب القراءة، مما يجعل القصة تعيش في ذاكرة الطفل كتجربة لا تُنسى.

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار