الوحدة : 24-12-2023
يحاصرني الذهول
فأحاول الهروب إلى المتاهات النائيات وأروح أفتش عن دموع الأزاهير لأغسل بها وجع القلب المدمى.
فأكتشف أن مداد الدمع يطلق القصيدة فترش أحزانها على الأفئدة المتعبة وتتجول في حواكير الضلوع.
وأعجب كيف لهذه القلوب القدرة على التحمل والاصطبار من أين أبدأ؟
من أين أبدأ؟
هم يقولون: لقد انتهت البدايات. الصباحات يكتنفها نحيب الارتحال، والمقل دائرة وراء ذلك الأفق الموشى بتلاوين الغروب.
تتغالب الدمعات فيما بينها، كل تريد بث ما يعتمل بها قبل الأخرى.
وفي زحمة المطر يضوع عبق الري .. أجهد نفسي لأصيح، فيتمزق صوتي أشلاء.
ويضيع في متاهات الدموع . فيزداد الجرح اتساعاً.
آه .. ما أطول ليالي الشتاء الحزينة.
مع إطلالة الفجر ألملم باقات لقيا. أموسقها فيستعيد الفجر بهجته وأعود فأراك على طرقات من عبق تسترخين كفراشة نيسانية.
أمضي إليك والدرب يضوع من حواليك.
أمد يدي لأطوفك فتهربين كما الحلم.
وعندما أفيق، أعود لأمضي في شرايين الحلم ثانية.
حتى إذا ما قيل هو الفراق، ضاقت ساحات النهار وغصت لهاة البدر .
فزرفت النجوم وانقبض صدر الجهات وتظل الأعين دائرة وحائرة.
وأراني أسأل؟ كيف يتآخى الضدان؟
قاب قوسين أو أدنى.
يتدلى القلب كاشفاً مكنونه،
ومن شق في البطين الأيمن يرسل أضمومة حب إلى البطين الأيسر وفي لحظة واحدة
يمتزجان معاً
ورأيتني أبتسم
تتسع الابتسامة
تصير قهقهة
سيف الدين راعي