كرنفال «دراما رمضان».. خلطــة مواضيع و نجـوم وأجـــور فلكية.. وجمهور مستهدف!

العدد: 9366

 الأحد-16-6-2019

 

 

موسم الدراما الكبير، الكرنفال التلفزيوني الحافل، انتهى في كل البلاد العربية، أسدل الستارة، بعد أن تم عرض الحلقة 30 أو أكثر بقليل، مع انتهاء شهر رمضان الفضيل، وبعده العيد المبارك..
انتهى موسم سنوي منتظر، كما مدفع الإفطار، اشتغلت الأسرُ الدرامية قبله، ولشهور طويلة، في الإعداد لهذه الوليمة التلفزيونية الضخمة والدسمة.. عروض وعقود شراء وعرض، ومحطات، وحصرية لبعضها لعدد من المسلسلات.. وجمهور، هو المستهدف الأول والأخير.. مخرجون وكتّاب سيناريو ونجوم وأنصاف نجوم وممثلون وخريجون وكومبارس وفنيون مخضرمون .. وأصحاب كار في كل جزئية من جزئيات العمل التلفزيوني.. كلهم أسهموا في إنجاز ما تابعناه أو تابعنا جزءاً منه خلال الشهر الفضيل..

يسأل الناس وترى متابعاتهم.. البعض تابع 3 أو 4 مسلسلات، البعض تابع ما تيسّر له ولوقته، حلقة من هنا، برنامجاً من هناك، المهم هناك وجبة تلفزيونية أمام ناظريه، وعليه اختيار الطبق، أو المسلسل، الذي يريده، وبالوقت المتاح له ..
استطلاعات عادية أو عامة أو متخصصة ومهتمة تتابع مزاجية الناس ورغباتهم.. البحث عن الإجماع في حصر الرأي العام، قد يعتريه بعض الصعوبة، لكن ما لفت انتباه الناس، وهو ليس حكماً نهائياً، عددٌ محدد من المسلسلات تقاطعت الآراء حولها .. الهيبة – خمسة ونص – ترجمان الأشواق- عن الهوى والجوى- أثر الفراشة- غفوة القلوب – عندما تشيخ الذئاب- دقيقة صمت- مسافة أمان- ..
البعض، وهو من شريحة واسعة، يؤكد أنه (والله مللنا من الفرنسي والحارة الشامية والقتل والغدر ونساء الحارة وجملة حاضر ابن عمي ..)، ومللنا من الأجزاء التي وصل بعضها للرقم 10؟!.. والبعض الآخر أشار إلى أن المسلسلات الكوميدية لم تكن على المستوى المطلوب، وثمة أعمال لامست حالة التهريج لاستجداء ضحكة أو حتى ابتسامة من المشاهد .. نقطة مضيئة تحسب لجهة إنتاج من القطاع العام التلفزيوني، ضمن مشروع خبز الحياة، حيث قدمت سبعة أعمال، ومعظمها لفت اهتمام الجمهور، وهذه ومضة مشرقة للتلفزيون العربي السوري، ومؤسسته الإنتاجية، نأمل أن تتكرر التجربة وتتوسع، لتصبح ظاهرة فنية ووطنية، تتكرس جهودُها وتترسخ، في القادم من المواسم..
أيضاً لفت الانتباه (تترات) المسلسلات، أغنيات بدايات المسلسلات، التي صارت ميزة متبعة ومطلوبة، من الجهات الإنتاجية، وحتى من الجمهور، ومن نجوم الغناء العرب، الذين تشدهم مثل هكذا مشاركات، ضمن مسلسلات تتابعها عشراتُ الملايين من المشاهدين، المتسمرين خلف شاشات التلفزيون.. وهذا العام أطلت شيرين عبد الوهاب في مسلسل خمسة ونص، وسبق لها أن قدمت تتر لمسلسل طريق، وحكاية حياة – نوال الزغبي في تتر مسلسل بروفا، وكان لها تجربة سابقة في مسلسل لأعلى سعر، ومسلسل كراميل – ناصيف زيتون في مسلسل الهيبة/ الحصاد، وناجي الأسطا ومعين شريف وغيرهم..
أيضاً ورغم الـ 30 مسلسلاً أو أكثر التي تنافست على قلوب وعيون واهتمام المشاهدين، إلا أنّ هناك من أتى لينافس هذه المسلسلات السورية، وذلك بطريقته، من خلال المسلسلات اللبنانية السورية المشتركة، والتي كان لحضور النجوم السوريين دوراً في تحقيق جماهيرية لمثل هذه المسلسلات المشتركة.. أما الشقيقة مصر فقدمت هذا الموسم 25 عملاً، وكبار النقاد المصريين انهالوا عليها وعلى موضوعاتها وعلى ضعفها، وعدم شدها لشريحة واسعة من المتابعين، عكس السنوات السابقة، حيث افتقدت الدراما المصرية لنجوم رمضان المعروفين بإطلالاتهم المنتظرة، مثل عادل إمام- يحيى الفخراني- ليلى علوي- إلهام شاهين- نيلي كريم .. الذين لم يطلوا في هذا الموسم الرمضاني، حيث عدّ النقاد أن هذا الموسم هو الأسوأ ..
وهذا الموسم وفي موسم 2018 وموسم 2017 تناولت الصحافة الفنية أسماء الأعلى أجراً من نجوم الصف الأول، حيث وصلت أجورهم لـ 700 ألف دولار، وبعضهم أكثر أو أعلى بقليل، عن المشاركة في مسلسل واحد، يعني بصرف هذا المبلغ على الليرة السورية، يصل أجر النجم إلى 400 مليون ليرة سورية (بلا حسد) ..
وشكوى بعض النجوم، من أنهم، رغم مساواتهم لأولئك النجوم الأعلى أجراً في النجومية، إلا أنهم لا يحصلون، بالكاد، على نصف أو ربع المبلغ المذكور آنفاً.. ولا ندري ما هي المعايير في وضع السعر، لهذا النجم أو ذاك ؟.. ولا ندري ما أجر باقي النجوم والأبطال وضيوف الشرف، الذين نراهم، يصولون ويجولون في معظم المشاهد، ويحملون العمل من أوله إلى آخره، ومع ذلك لا ينالون إلا أجوراً متدنية ومخجلة، باعتراف البعض، بخجل وانكسار؟..

جورج إبراهيم شويط

تصفح المزيد..
آخر الأخبار