جرح نازف!

العدد: 9366

 الأحد-16-6-2019

 

 

أسئلة تزدحم في ذهني وأنا أحادث نفسي مستفسراً عن سر الأصالة التي تؤدي إلى التأهل فأرى الأصل العربي قد تلاشى لا في أصل معين بل في العديد من الأصول.
وهذه الظاهرة محسومة في الثقافة والنطق والتقليد الأعمى واللهجات والزي، وكأن العرب صفحة بيضاء يكتب عليها الآخر ما يرغب ثم يمهرها بخاتم مزور، فنحن العرب على مفترق طرق لا نعلم بأي اتجاه نسير فليس لدينا قدرة التمييز، لذلك نذهب بكل الاتجاهات تاركين مصيرنا للمجهول، ونقف بين حالتين مع وضد بعضنا البعض ومع الآخر لتنفيذ غاية ضد أحدنا، فلماذا يا عرب؟
الشعوب والأمم تزدهر وأنتم تنشدون التخلف وكأنكم في ثورة معاكسة للحضارة والرقي فإن ولد منا عالم، إما أن يهاجر وإما أن يتم اغتياله، وأصحاب رأس المال يغادرون بحثاً عن بلد أنظمته وقوانينه تناسبهم، والمبدع يوأد في مهده والمثقفون يكتبون بعيداً عن الحالة التي يعيشون لأن المساحة الممنوحة لهم محدودة الأفق، إذاً نحن العرب نسير للوراء بعكس الأمم.
إن التأمل العميق في الواقع العربي مخزن ومؤسف فالبلاد العربية بلاد خير وعطاء لكن خيرها ليس لأهلها، فهل معلوم إلى ما ستؤول إليه الحالة العربية التي يأكلها التفكك من خلال الثغرات الطائفية والمذهبية؟ التي زرعها الغرب ويغذيها، وما هذا إلا لانعدام الفكر الجامع والذوبان في الأفكار الهدامة.
هذا يوضح إن جينات العرب بقايا جينات كانت معدّة للتلف لهذا نحن غير قابلين للتطور، فإذا كانت حالتنا هذه كبوة متى يمكن أن نصحى منها وما هو المحرض لصحوتنا؟
فلكل حالة نهاية إلا الحالة العربية.
الغريب إننا نتغنى بالأمجاد العربية لكن السؤال أية أمجاد هذه ومتى قامت؟ وهل من حقبة مرت إلا وكانت الدول العربية ترزح تحت تأثير الاستعمار؟
نحن نتغنى بمصائبنا كأنها أمجاد وبخيباتنا ووضعنا المزري بين الأمم، ونفتخر بوقوفنا مع الأجنبي لا لكسب يرتجى منه ونكون سعداء مهما أساء لنا.
لا تلمني عزيزي القارئ هذه حقائق يعرفها ويشعر بها كل عربي ولا يمكننا الهروب منها، بل هي جروح نازفة لا يمكننا إيقاف نزفها ومداواتها.. مع كل أسف.!

نديم طالب ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار