شيراز درويش.. خــلق الفــن ليعـــبر عن المشـــاعر والأحاســيس

العدد: 9366

 الأحد-16-6-2019

 

 

لم تكن إطلالتها البريئة طفولية فقط، بل تفاجئك صاحبة الريشة والألوان الجريئة شيراز درويش أنها تحمل في روحها الرقيقة وحضورها الطيب شخصية طفلة متزنة خجولة لم تفقدها ماديات العصر عفويتها وبساطتها في التعامل مع الأحداث من حولها.
في معرضها الفردي الذي ترافق مؤخراً مع فعاليات مهرجان (بسمة طفل) التقيناها وحاورناها..

* متى اكتشفت تلك الفنانة في داخلك؟

** بكل تأكيد الفن موهبة وأنا منذ طفولتي كنت أحب الرسم والتلوين، وكان لعائلتي دور كبير في تنمية شخصيتي وهكذا بدأ حب الرسم معي وأنا صغيرة حيث لاحظت معلماتي في الابتدائية موهبتي وشجعنني على تطوير ذاتي فكانت لي مشاركة بلوحات فنية في الصف الرابع وترك ذلك أثراً رائعاً لدي وبدأت أبحث أكثر لأجد طريقي الصحيح إلى الفن، وفعلاً انتقلت في المرحلة الثانوية إلى مدرسة الفنون الجميلة، وهنا بدأ مشواري الحقيقي كفنانة أفعل ما أحب.
* سبق وشاركتِ في العديد من المعارض والملتقيات الجماعية، مالذي أضافته لك هذه التجارب؟
** نسعى للمشاركة بالمعارض والملتقيات لعدة أسباب أبرزها التسويق الذاتي ولمعرفة آخر التقنيات والأساليب المستخدمة بالرسم، ولنوصل رسالتنا للناس بشكل شفاف، أهم شيء هو اكتساب خبرة الاتصال والتواصل الفعال في المجتمع.
* قدمتِ أعمالاً مميزة في معرضك الفردي ضمن فعاليات مهرجان (بسمة طفل) السادس.. حدثينا عن هذه التجربة، وعن خصوصية العرض الإفرادي؟
** أعمالي كانت موجهة في المهرجان للأسرة وترك مساحة الإدراك عندهم ليفكروا أكثر في شخصية الطفل ويقدروا موهبته ومن خلال النقاش الذي كان يتم كنت أنبههم لبعض الملاحظات عندما يشاهدونها عند طفلهم فهو موهوب بفن الرسم.

 

 

* ماهي الملاحظات التي قدمتها لأسر الأطفال؟
** أن يبحثوا دائماً عن ميول الطفل واهتماماته، ترك مساحة كافية للتعبير عما بداخل أطفالهم عن طريق الرسم والتلوين، فالطفل يفرغ طاقاته ويعبر عن مكنوناته،
إطلاعهم على مختلف المدارس الفنية وأنواع التقنيات والمواد المستخدمة بالرسم، وعليهم بالتجريب وتشجيع الطفل دوماً.
* في مهرجان طفولي قدمتِ موضوعات مختلفة ولم تتقيدي بقضايا تتعلق بالأطفال، ما السبب وهل نتوقع مستقبلاً أن نجدك ترسمين لهم؟
** الرسم للأطفال أو عن الأطفال حالة تعبيرية عظيمة وربما الأفضل أن يكون الطفل نفسه هو الرسام، عندها يستطيع أن يستلهم من الرسومات المتنوعة رؤية خاصّة به، ونستطيع من خلال عرضنا عليه أعمالاً التي لا تتعلق بالطفل توسيع إدراك وتنمية خياله وحثه على الأسئلة والاستفسارات التي تغني مخيلته بأفكار جديدة وطموح كبير.
* لاحظنا في أعمالك جرأة في طرح الموضوعات وجرأة في مزج الألوان المتناقضة، الحارة والباردة معاً.. هل أنت في الحياة الاجتماعية هكذا أم هو شأن فني فقط؟
** خلق الفن ليعبر عن المشاعر والأحاسيس وهو خير وسيلة لتفريغ النفس البشرية مكنوناتها بطريقة دقيقة ومثيرة واجتماعية، أنا أرسم الواقع الذي يعكس الانفعالات الإنسانية والأحاسيس المرهفة لتكون رسالتي هي رسالة سامية ومحيطة بفن الرسم، يجب أن نكون صادقين من أعماقنا ونعطي لكل لوحة جزءاً من روح ليتكون الجمال والإحساس الخلاق فيها، وليتمكن المشاهد من عيش حالاته الانفعالية مع كل لوحة.
* المرأة عنصر أساسي في أغلب أعمالك، تقدمينها بوجوه مختلفة، هل ثمة قضية أو رسالة تتعلق بها تودين طرحها؟
** المرأة محور الحياة وليس فقط في الفن،
وأنا كإمرأة أمثلها في كل أطوارها وأدافع عنها في حال اضطهادها وأرسم عن رومانسيتها ورسالتها السامية التي كرمها فيها ربنا.

 

 

* أخيراً، أتعتقدين أن الغموض يزيد من جمالية العمل الفني؟
** لابد من الغموض ونحن بطبيعتنا لدينا فضول تجاه الأمور الغامضة، نسعى لاكتشافها وهذا بحد ذاته جمال، لذلك غموض اللوحة سر جمالها، أما المشاهد العادي يشاهد ويستمتع بالألوان وتناسقها، تجذبه لأنها يخلق بالفطرة محباً للجمال.

نور نديم عمران

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار