العـــــدد 9365
الخميس 13 حزيــران 2019
بين زهرة الروح والشام ترانيم غد بعيد، نسيم اللحظات يعبر ممرات الوقت.. احتمالات كثيرة تنتظرك على بواباتها العالية، يا أنت يا شام، يا شجرة باسقة, ويا جذوة من حبّ، بين وجهك والسماء, مطر وأزهار وابتهالات.
***
نتشبث بحبال المطر.. تحت شجرة القلب ننتظرهم..
ذات صباح.. ذات رجوع.. بين المطر والغيم, نسترق السمع إلى تكبيرات المآذن وقرع النواقيس.
***
بين العنق والأرض أراجيح أطفال, وأناشيد عصافير ..
بين الريح والريح, تتقاطع الشهب, وتتزاحم النجوم ..
بين الغيم والغيم .. العصفور الغريب, يستعد للرجوع إلى وطنه.
بيني وبينك لحظة وداع, وهيهات أن نعود؟!
***
تحت سديم من دخان .. تهجع المدن فوق أسرة من تعب.. من يوقظ النائمين؟ المدينة لا تنتظر أحداً, والقادمون عابرو سبيل ..
تحت سديم السماء, أسمع انكسار أصواتهم.. وألحظ ظمأ على شفاههم.
***
بين الجذور والأسئلة.. تحت عرش الماء, تنزلق أقدام الآبار.. ياه ! ما أتعس الآبار حين تجفّ؟! وما أوحش القلوب الخاوية من الحبّ؟!
***
ما بين العنق وهذا الخواء تنفلت ضحكات الصغار, وتتجمد الكلمات على ألسنة العصافير؟
كيف سنذيب الجليد من حلوق المغنين؟
ننتظرهم على أرصفة المحطات وبأيدينا مناديل بيضاء تلوح لهم عندما تطلّ وجوههم من النوافذ المشرعة للريح.
***
بين المطر والغيم، واقفان, أنا والريح.. الريح تستعير زهرة لتستر حزنها, أما أنا فأنتظر من يمنحني أصيصاً لأزع فيه زهور المستقبل؟ من سيمنحني شربة ماء من قطرات السنين الراحلة؟
بين المطر والغيم, تزهر الأيام.. فضاءات على وشك النوم.. وأقمار على وشك الشروق.
***
هرباً من البرد والثلج, قطعت طيور السماء بحاراً كثيرة.. اخترقت آلاف الغيوم, خوفاً من الوحشة.. خوفاً على الموسيقا ألا تموت .. وألاّ ينفلت دمع الحياة كنهر غاضب.
***
ويذوب النهار على حدود الغياب.. ينشغل الليل بترتيب مقاعد الغبار.. خارج (كرنفال) الحلم يجيء صوتك من البعيد, فينسفح ماء الشوق على وجوه الأمهات, المنتظرات رجوع فلذات أكبادهن من ميادين الحروب.
بديع صقور