ســـــورية.. حكايـــــة انتصـــــار وإرادة حـياة

العدد: 9365

13-6-2019

لما بدأت الجيوش الفرنسية التغلغل في الساحل السوري، تحاول غزو الجبل قادمة من لبنان، قبيل إعلان ثورة الشيخ صالح العلي رسمياً، كتب الكولونيل الفرنسي (جان) قائد الرتل ( ب) من جيش الجنرال (هاملان) يقول: ( إن الخطأ الذي يؤخذ علينا، أننا منذ البداية لم نقم بدراسة كافية وافية للبلاد، والعادات وطبيعة السكان، والقائمين على إدارتها، ولسنا بحاجة للقول أننا بصدد شعب فطن وماكر، لا يبدو عليه ما يعتمل في رأسه، في بلد كهذا يجب ألا يتخذ أي قرار أو إجراء، دون تقدير مسبق لكافة النتائج ..).
في كلام الكولونيل الفرنسي دليل واضح على جهل فاضح بطبيعة السكان، حيث حسب الفرنسيون آنذاك أن سورية لها فقط انتماءات طائفية ومذهبية، مما يسهل عليهم ركب هذا الاختلاف، والاستفادة منه في تعميق الشرخ بين أفراد الشعب السوري، مما يسهل الالتفاف عليه وتقسيمه، فيسهل حكمه وضبطه.
ثم فوجئ الفرنسيون بالحقيقة متأخرين، وهي وحدة هذا الشعب، وسلامة انتمائه الوطني والقومي، وأن السوريين إخوة لا يفرقهم الدين، بل إخوة يجمعهم الدين، ومصلحتهم تتجلى في تجاوز هذا الاختلاف، ورص الصفوف للوقوف بوجه الأعداء، وتفويت الفرصة عليهم في إحداث النزاع، وحفر الخنادق التي تمزق أفراد الأمة.
وشكل الشعب السوري بصموده، وانصهاره في روح واحدة، وجسد واحد، تجسيداً فعلياً للحديث المشهور: (كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ..).
اليوم.. والحرب الكونية على بلادي الحبيبة فقد عبّر شعبنا الأبي عن إصراره، وعزيمته في مواجهة هذا الطوفان من العدوان العالمي والطغيان، وأثبت للعالم أنه شعب لا يمل ولا يضعف، لا يخضع ولا يلين، وسطرّ أروع ملاحم التحدي، في مواجهة التحدي، والجيش العربي السوري اجترح الأعاجيب، في مواجهة عصف العدوان، وعسف الطغيان بإرادة صلبة وهمة عالية، ولم يكن عادياً بالتفافه حول قيادته الحكيمة، هذه القيادة التي قدمت للبشرية أنموذجاً حضارياً فريداً لأخلاق القائد، ووعيه، وتواضعه، وتفانيه ..

ز وات حمدو

تصفح المزيد..
آخر الأخبار