مسرحية “ذاكرة اعتقال” تخلد ذكرى المختفين قسراً على خشبة مسرح المركز الثقافي في اللاذقية

الوحدة – رهام حبيب
قُدم أمس العرض المسرحي “ذاكرة اعتقال” للمخرج محمد مروان ادلبي على خشبة مسرح المركز الثقافي، بدعوة من وزارة الثقافة – مديرية الثقافة في اللاذقية لفرقة مسرحية شابة، يحكي العرض حالات التعذيب التي كان يتعرض لها المعتقلون في سجون النظام البائد.
أخرج العرض محمد مروان ادلبي ، مدير المسرح العمالي في مدينة حلب الحائز على الجائزة الأولى عن مشاركته في المهرجان المركزي في دمشق عام ٢٠١٦، والمرتبة الأولى أيضاً عن مشاركته عام ٢٠٢١ في مهرجان المونودراما على مستوى القطر في حماة.
ولعب دور البطولة خلال العرض محمود زكور، حيث جسد بأداء ديناميكي برفقة كل من الممثلين محمد ملقي وفاطمة عبد وثناء صقر شهادات حقيقية جمعوها من المعتقلين المحررين لتقديمها للجمهور بجوانب إنسانية تختصر قصص آلاف السوريين في ذاكرة جماعية تسمى “الاعتقال” وما تحمله من تفاصيل دامية وممارسات لاإنسانية مارسها النظام البائد.
وفي لقاء لجريدة الوحدة مع المخرج محمد مروان ادلبي صرح لنا: “ذاكرة اعتقال” هي رسالة حب ووفاء لكل أحرار العالم وأحرار سوريا على وجه الخصوص، وفي هذا العمل نخص المعتقلين المغيبين والشهداء الذين قضوا في سجون النظام البائد، فهذه المسرحية صرخة في وجه الظلم الذي كان يمارس على البشر في قلب المعتقلات والذي كان يعاملهم كأرقام وليس كبشر”، وعن رمزية دور المرأة في المسرحية أجاب ادلبي: “كان للمرأة دور هام فكانت الزوجة والأم ترتبط بأطفالها وفي العرض كانت تحضر في ذاكرة البطل وهو في المعتقل تشد من أزره وتقوي عزيمته حتى يستمر ويقاوم الظلم والتعذيب”.
ومن اللافت للانتباه أن المسرحية ليست باللغة العامية، وعن ذلك نوّه ادلبي: تعرضت لتساؤلات الجمهور حول عدم اعتماد اللغة العامية في الحوار لأن الممثلين كل منهم من محافظة، وموضوع اللهجة العامية ممكن لأي شخص من الممثلين أن يتأثر بلهجته في العرض، فالضابط الذي يمارس التعذيب في المسرحية حلبي ولابدَّ أن تظهر معه مفردات  باللهجة الحلبية، والسجين من ادلب والأم من اللاذقية والزوجة من السلمية ونحن لا نحب أن نرمز لأي محافظة بشيء معين لذلك رغبنا أن تكون رسالة لكل سوريا”.
والجدير ذكره أن مسرحية “ذاكرة اعتقال” قُدمت للمرة الأولى ضمن فعاليات معرض دمشق الدولي، والعرض الثاني كان في مهرجان حلب، عُرضت بعدها في إدلب ثم في حمص وأمس في اللاذقية وبعد يومين في طرطوس وبعدها ستعرض في السلمية وفي نهاية المطاف ستعرض في دمشق.
وبيّن مدير الثقافة في اللاذقية مجد صارم في تصريح لجريدة الوحدة أن وزارة الثقافة حريصة أن تكون العروض المسرحية جوالة في مختلف المحافظات السورية، وأن جمهور المسرح في اللاذقية توّاق للعروض المسرحية التي تعكس تضحيات الشعب السوري.
المسرحية لم تكن سرداً فقط لما كان يحدث في أقبية المعتقلات والسجون أيام العهد البائد من عمليات التعذيب التي قرأنا وسمعنا الكثير عنها، فقد نجح المخرج في جعل الجمهور يشارك الممثلين عذاباتهم ومعاناتهم فقد أدوا أدوارهم ببراعة ولاسيما الشابان اللذان استلقيا بلاحراك على جانبي المسرح طيلة مدة العرض، حيث لعبت الإضاءة دوراً كبيراً في إغناء الأحداث بالتأثير اللازم، والديكور الذي كان أكثر من ملائم ولاسيما صوت نقطة الماء التي كانت تتساقط بوتيرة واحدة مع كل مشهد كفيلة أن تجعل الجمهور يعيش أجواء التعذيب بكل تفاصيلها.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار