في ذكرى التحرير.. فعاليّة شعرية وقصصية في اتحاد الكتّاب العرب باللاذقية

الوحدة- ندى سلوم

احتفاءً بالذكرى الأولى للتحرير أقام فرع اتحاد الكتّاب العرب باللاذقية ظهريّة أدبيّة شارك فيها نخبة من الأدباء الذين قدّموا نتاجاتهم الأدبية المعبّرة عن الفرح والابتهاج بهذه المناسبة المباركة مجسّدين عبر قصصهم وقصائدهم، عظمة الانتصار والاعتزاز بما يحمله عيد التحرير من معانٍ جليلة وسامية، موضحين أهمية الكلمة ودورها من خلال الإبداع الأدبي الذي يلامس القلب والوجدان.
“الوحدة” حضرت أجواء الاحتفال الذي أُقيم في قاعة الأنشطة بمقر الاتحاد وسط جمهور متفاعل ومصغٍ لما يُقدّم.
بدايةً، استهلت الأديبة أمل حورية الظهرية بمقدمة مأخوذة عن مقال للشاعرة “مروة حلاوة” عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتّاب العرب قائلةً: “في كلّ مرة يتكسر فيها شيء من حياتنا، نكتشف أنّ الكتابة وحدها من تلملم الشظايا دون أن تترك دماً على أصابعنا.. هكذا يفعل الأدب مع وطن موجوع، وهكذا نفعل مع أنفسنا حين نطوي ما كان، ونفتح الصفحة التي تقول ما ينبغي أن يكون، هنا وعلى هذا المنبر ليس هناك من يبحث عن بطولة، ولا.  مَن ينتظر تصفيق الجمهور، ثمّة فقط أدباء يعرفون أنّ الكتابة تشافي، وأنّ الكلمات تُكتب لا لتهين أحداً، وإنما لتمنح الإنسان مرآة أجمل لذاته، والمشهد الأدبي السوري لا يحتاج إلى معارك صغيرة تزيد جراحه، ولن ينموَ إلا في قلوب واسعة، وبحبرٍ يخضوضر مرتفعاً نحو الألم، فلا تبدو حمرته إلاّ في توثيق أوجاع الأرض والإنسان في ملحمة صناعة الحرية”.
الأديبة تيماء قوجة قدّمت النشاط وافتتحته بقصة رائعة ومعبّرة حملت عنوان: “فوق دماء أبي” معطيةً مساحة لمشاعرها المتدفقة تجاه الوطن الذي عانى الأمرّين قبل أن ينعمَ بالنصر ومنها نقتطف المقطع التالي المعبّر: “خرجت الكلمات مني كشظايا زجاج باردة تقطع سكون اللحظة وتستقر في جوفه كحُكمٍ أبدي…” اذهب.. أنت حرٌّ، ثأرنا ليس ثأر دماء بل ثأر بناء. ستكون شاهداً عاجزاً على ميلاد الضوء من دماء أبي، سترى الوطن يستعيد نبضه المسلوب في كل شريان، وأنت لا تملك إلاّ أن تحصي أعداد الأحجار التي رفعتها.. “حملتُ أول حجر، وبدأتُ أشيّدُ فوق جرحي.. لأن الوطن فوق الجراح وفوق الحقد وفوق دماء أبي.”
يُذكر أنّ الأديبة ” قوجة” خريجة كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم اللغة الانكليزية، طالبة ماجستير، عضو في نادي الشباب الثقافي، حاصلة على عدة جوائز في مجال القصة القصيرة.
الباحث والمترجم محمود أمين آغا شارك بقصيدة عنوانها “اللاذقية -العشق الأول” مطلقاً العنان لأحاسيسه الفيّاضة تجاه مدينته اللاذقية التي كرّمها في قصيدته، معرباً عن عشقه الشديد لها، ولزواريبها ولمآذنها، ولقناطرها الأثرية ولريفها الجميل، ويتطلع إلى مستقبل كريم تسوده قيم الحب.. كل هذه الجزئيات الشعورية تحولت إلى بركان انفجر حمماً تغمر الأرض بالخير والخصب، مُحوّلاً مشاعره إلى أبيات شعرية موزونة اخترنا منها ما يلي:
اللاذقية دُرّ حُسنٍ يبرقُ
شمس المدائن في سمانا تشرقُ
تغفو على مهدِ الجمال بهدأة
ويطيب حلمٌ بالهناءة يغدق
ذوب المحبة دافقٌ في نسغها
يسقي أديم الأرض روحاً تشفقُ
ساحاتها شريان قلب عامرٍ
بالدفءِ تنبض.. بالمحبة تخفقُ.
وتجدر الإشارة أنّ الباحث “آغا” حاصل على دبلوم تأهيل تربوي وهو مترجم في الأدبين العربي والتركي، من أهم مؤلفاته مختارات من الشعر التركي القديم والمعاصر، باقة شعر من الشعر التركي الجديد،  روايات مترجمة عن الأدب التركي، ومجموعة شعرية قيد الطبع بعنوان صورة وصدى.
أما مشاركة الشاعرة حسناء كردية فقد تمثلت بقصيدة، هي مديح لمدينة دمشق، بعنوان “وردة في خد الياسمين” عكست من خلالها محبتها لهذه المدينة العظيمة
ومنها اقتطفنا الأبيات المعبرة التالية:
هذي دمشقُ ..حديث العرب والعجم
أيقونةٌ عشقها طرزته بدمي
مرفوعة الرأس في الأرجاء قاطبة
مرموقةَ الذكر والأصداء في القممِ
ما أنبلَ الشعر ممهوراً بأوردةٍ
يهزها البوح حتى أيقظت قلمي.
الشاعرة “كردية” مهندسة الكترونيات ولديها مجموعتين قصصيتين هما: عام على الزنبق، القلم لا يكتب وحده.
المشارِكة الرابعة في الظهرية فاطمة سعيد بارود مهندسة وشاعرة مجازة بالقرآن الكريم ، حاصلة على عدة جوائز من اتحاد الكتاب العرب أهمها المركز الأول في الشعر، لديها العديد من المشاركات الشعرية في الملتقيات الأدبية، وقدّمت قصيدتين ومن الأولى التي حملت عنوان قصيدة النصر نقتطف ما يلي:
فرحٌ بنصرٍ لمنا ونشيدُ
جئنا نهلل قد أتانا العيدُ
حرية جمعت نسيج قلوبنا
وأتت تبارك نصرنا وتزيدُ
الله أكبر – فوق كل جراحنا
نعلو لنبني أرضنا ونسودُ
الله أكبر ـ من يبيحُ دماءنا
يرمي ضميراً خلفه ويُبيدُ.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار