“الأبناء صناعة الآباء”.. محاضرة في صالون بُكسا الثقافي

الوحدة- هدى سلوم

الآباء ينشدون ويأملون تفوق أبناءهم ونجاحهم، وهو ما بدأ به الباحث علي حيدر في محاضرة قدّمها في صالون بكسا الثقافي، وسط حضور كبير من الأطفال وآبائهم، وغيرهم من المثقفين والتربويين والمهتمين. حيث رحبت الآنسة أمل لايقة “مديرة صالون بُكسا الثقافي” بالحضور وبالضيف، الذي قدّم محاضرة واسعة الجوانب والأبواب، غنية بالمعرفة والمفاهيم، وزاخرة بالقيمة التعليمية والعلمية والتربوية والاجتماعية والنفسية وغيرها من المجالات، مستندٱ إلى دراسات وكتب اختصاصيين وتربويين عن أفضل الأساليب في تربية الأطفال التي تضمن لهم النجاح والتفوق في الحياة والمستقبل.

وتابع السيد حيدر قائلاً: التربية عند أفلاطون هي إعطاء الطفل كل ما يمكن من الجمال، وكل ما يمكن من الكمال. وأشار إلى ثلاث احتياجات أساسية للطفل يجب أن يفهمها ويتقنها الآباء: الحب والاهتمام، فالأبناء هم صناعتكم من الناحية الجينية الذكائية والبيئية، بدءاً من الأسرة والروضة وجميع الأنشطة التعليمية والحركية.

“المكافأة والثواب” كمنهج تربوي، فالتربية علم ومعرفة وهي في تطور، فما كان يصلح بالأمس قد لا يصلح اليوم. أن تكون قدوة خير من خطاب طويل. إدارة وقت الطفل بكفاءة.

ونوّه السيد حيدر إلى دور الأسرة والأم في نجاح العملية التربوية، إذ الأم هي الوطن الأول والمعلم الأول، وإذا كانت الأم تشكل ثلاثة أركان للبيت، فالأب يشكل جسر البيت والركن الرابع.

وعرّج السيد حيدر على الحوار الأسري الأسبوعي، فتضمن حديثه الأهداف وأساليب واستراتيجيات هذا الحوار، كما وضّح أساليب تربية أطفال ناجحين.

ولم يغفل السيد حيدر – ونحن في زمن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي – أن يشير إلى أهمية الذكاء الاصطناعي للأطفال في تعزيز التفكير النقدي والإبداعي، وإعداد الأطفال لوظائف المستقبل، وتطوير المهارات الاجتماعية، وتنمية الإبداع. كما أشار إلى كيفية تعليمهم الذكاء الاصطناعي، مؤكداً على خطوات منها: التوعية وتعريف الأطفال بالمفاهيم الأساسية له، واستخدام أمثلة من الحياة اليومية، واستخدام الأدوات المناسبة لأعمار الأطفال، والتعليم التفاعلي والعملي، وتشجيع الفضول والاستكشاف، ودمج الأطفال في مجتمعات تعنى بموضوعات الذكاء الاصطناعي، ومشاركتهم في مسابقات تتعلق به وبالبرمجة مثل مسابقات بناء الروبوتات.

واختتم السيد حيدر محاضرته بقوله: أنتِ أم عظيمة، يجب أن تكون التربية همنا الأول، ومن ثم ننصرف إلى الزوج والأشغال الأخرى. إن الاستثمار في التربية، وتقديم الدعم والعون والمساعدة للأبناء، هو الاستثمار الأهم الذي يمكن للآباء والمجتمع تقديمه للأجيال القادمة. والقضية ليست مجرد عملية تعليمية وحسب، بل هي بناء متكامل للإنسان في روحه وعقله وأخلاقه وجسده. إنها الطريق إلى غد أفضل، ومستقبل أكثر إشراقاً.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار