الوحدة : 28-11-2023
فجأة قرر أن ينهي المقاطعة! ..
قال في نفسه ماذا سأفعل ..وكيف سأبدو بعد زمن من الانقطاع..وطلاقه تلك الأمكنة….
لبس أفضل ما لديه.. سترته الخاكية التي ألفها في ذهابه إلى وظيفته مستخدماً لدى إحدى مؤسسات الدولة أو القطاع العام….
منذ فترة أحيل إلى (ال.تق.اع.س) ..
وغدا راتبه ب “قد “راتبين.. كان قد وضع راتبيه في “جيبيه” لأنّ جيباً واحدة ستغص بآلافه الورقية..القديمة التي أحسن محاسبه بها إليه…
خرج من البيت..قاصداً (طليقه) علّه يراه فينشرح صدره..ويتزود بقليل من كثير يلزم.
هو رجل صالح، لذا عرج على مؤسسة حيّه الاستهلاكية.. نظر إلى رفوفها وموادها التي يمكن بغرض أو غرض أن تستهلك ما لدى جيبتيه..استغرب..قصد” السوق الشعبية”..
ماشاء الله..
خيرات الله والبلاد كثيرة.. إذن في الخريف وخريف الساحل ممتلئ بالخيرات “الخضراء”.. قرأ بعض البطاقات السعرية..كادت تبتلع شهقته..تحسس جيبيه..الحمد لله مازالتا “عامرتين” ..انعطف إلى سوق الخضار والفاكهة..لم يستطع إكمال طريقه من بيادرها..صناديقها وعلبها المرتبة..هالته أرقام بطاقاتها..لوى رقبته..تحسس
“رأسماله” ثم قال لنفسه لأذهب إلى سوق الألبسة…فالشتاء على الأبواب..ولابد من سترة من “البالة” وحذاء بربع عمر…وصل” جهنم السوق” سأل البائع:
بكم ؟
ردّ البائع…( كذا مئة ألف ليرة) وحالاً وزع يديه..
يد على جيبه.. وأخرى على قلبه..
عاد إلى بيته فرحاً لأنّ السوق لم يسلب منه راتبه….
خالد عارف حاج عثمان