تطورات جديدة تحدّ من مخاطر الديسك

الوحدة- لمي معروف

يقف المصاب بآلام الظهر الناجمة عن ديسك الفقرات حائراً إزاء خيارين علاجيين، أولهما دوائي والآخر جراحي.
ومع اشتداد أزمة التهاب الفقرات، وما ينجم عنها من آلام مبرحة، فإن هدف المريض وطبيبه يتمثل في وقف هذا العذاب المبرح الذي يأتي مفاجئاً إثر حمل جسم ثقيل، أو بسبب سلسلة متلاحقة من المؤثرات تصيب قرص الفقرة أو كما يطلق عليه طبياً (فتق القرص الفقري)، الواقع بين فقرتين اثنتين، حيث يلعب بينهما دور الكابح.
وما إن يتعرض القرص الفقري إلى تشقق من نوع ما، يمكن لشظية منه أن تضرب جذر أي عصب موجود هناك متسببة في آلام مبرحة وعدم القدرة على الحركة، وتختلف شدة الألم باختلاف طبيعة العصب الذي تعرض للانضغاط، فإذا تعلق الأمر بالعصب الوركي فإن الوجع يتركز أسفل الظهر، وسيكون شديداً إلى درجة لا يستطيع معها المصاب الوقوف على قدميه، أو ثني ظهره، ويمكن أن يمتد إلى الرجل حتى الكعب.
أما إذا كان الانضغاط منصباً على العصب الفخذي فإن الآلام ستنتشر في واجهة الفخذ وحتى أخمص القدم وأياً كان الألم فإن الاستلقاء المستمر والراحة يمكن أن يخففا كثيراً من شدته، لأن أي حركة يمكن أن تزيد الطين بلة وخاصة إذا تحرك المصاب حركة غير متوازنة تضطره إليها الآلام المستقرة في عضلات ظهره.
ويمكن للفحص الشعاعي أن يؤكد الإصابة بالديسك ويلغي أي اشتباه بأسباب أخرى، وعادة ما تكون بداية العلاج دوائية لتخفيف الالتهاب وخفض درجة الألم، كما أن الراحة والاستلقاء والأدوية المضادة للالتهاب تساعد خلال فترة وجيزة في الحد من تقلص عضلات الظهر وخفض الضغط المسلط على الديسك، وإذا سارت الأمور على ما يرام خلال أسبوع من الراحة فإن المصاب سيشعر بتحسن واضح في حالته، على أن يستمر بالعلاج أسبوعاً آخر، أما إذا استمرت الحالة من دون تحسن، فإن الطبيب سيعمد إلى علاج الارتشاح، وذلك عن طريق حقن ظهر الفقرات (بالكورتيزون)
تحت التخدير الموضعي، وبهذه الطريقة يمكن أن تخف الآلام تماماً شريطة أن يقترن الارتشاح بفحص شعاعي، لتحديد مكان زرق الارتشاح بالدقة المطلوبة.
وفي المكان نفسه الذي يخرج منه العصب لا يمكن إجراء أكثر من ثلاث عمليات متتالية لزرق الارتشاح على مدى ثلاثة أسابيع، وفي الغالب تعطي هذه العملية نتائج ممتازة بسرعة كبيرة خلال ثلاثة أيام ويمكن للمصاب بعد ذلك مزاولة عمله المعتاد وارتداء حزام للفقرات لدعم المنطقة القطنية مع القيام بحركات رياضية معينة أو المشي، وعند حدوث اضطرابات في التبول أو عجز المريض عن رفع قدمه عن الأرض فإن الحل الجراحي لا مفر منه.
يعمد الجراح بتحرير العصب المنضغط عبر فتحة يتراوح عمقها من 10 ميليمترات إلى 15 ميليمتراً ويفصل بعد ذلك ما بين الفقرتين للعثور على العصب الوركي وشظية الديسك، وإذا ظهر أن الديسك مصاب بضرر كبير يعمد إلى إزالته لمنع أي انتكاسة مقبلة.
ويتم إجراء العملية تحت التخدير الموضعي، ولا تستمر لأكثر من 30 دقيقة ومن بعدها يجب انتظار 15 يوماً قبل السماح للمريض بمزاولة نشاطه المعتاد مع الخضوع لجلسات تدليك وعلاج طبيعي.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار