الوحدة:1-10-2023
رغم تراجع دورها في عالم فوضوي تنفتح آفاقه على الكثير من منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن الصحافة التقليدية مازالت ملاذاً لكثيرين يعتقدون أنها قادرة على إيصال صوتهم إلى أماكن القرار المنيعة.
الصحافة، بكل أشكالها وقنواتها، استطاعت خلال فترات معينة أن تلبي هذه الحاجة لدى عامة الناس، وأن تحل بعض قضاياهم، لكنها عجزت وخلال عقود طويلة من الكفاح أن تحقق أي إنجاز لصالح أبنائها، والذين يعتقد الآخرون أنهم بلا مشاكل، وأنه بإمكانهم أن يفعلوا ما يحلو لهم.
الحماية المالية والقانونية للصحفي من أهم مقومات عمله، ولكنها حتى الآن ليست محط اهتمام القرار الرسمي، الأمر الذي أضعف الصحفي، وأحرفه عن دوره في الكثير من المطارح، في الوقت الذي نتابع فيه إقرار نظام الحوافز والتشجيع لجهات مختلفة، ورفع طبيعة العمل هنا وهناك، يبقى الصحفي مجرد ناقل لتلك الأخبار دون أن تصيبه “لحسة إصبع” منها.
كيف سينبري الصحفي للدفاع عن حق آخر هو محروم منه، وكيف له أن يقف في صف المظلومين، والظلم الذي يطاله عمره عقود من الزمن.
حتى هذه السطور القليلة التي نخص بها أنفسنا قد تتحول إلى تخمة لنا، وقد نظهر بمظهر المترف التي لا يجد ما يكتبه فكان ما تقدم.
ثمة حقوق مشروعة لم تحضر خلال مسيرتنا السابقة مع الكلمة، فهل نراها قريباً قبل أن تغيب الكلمة، ويتعب حاملوها.
غانم محمد