العـــــدد 9358
30 أيار 2019
في هذا الشهر المبارك عيد مختلف عن كل الأعياد بدأ باكراً والناس صيام، لا حاجة بنا لانتظار هلاله فألف قمر وألف بدر هلّ من إدلب، أقمارنا هلت مواكب، عيد الوطن ابتدأ قبل عيد الفطر ورجال الوطن حجوا الى قدسه المفدى قبل موعد الحج وعاد من عاد منهم أقماراً في مواكب فحقّ العيد وحقّت الزغاريد وحقّ للوطن أن يتنفس صباحاً عربياً سورياً خالصاً غير مشوب بعفن العثمانيين وأسنهم، لا حافلاتٍ خضراء بعد اليوم فمهمة الحافلات انتهت في إدلب ونقلت إليها ما نقلت من جِراء الأرض وضباعها واليوم تبدأ مهمة الدبابات الخضراء والمدرعات الخضراء والقلوب الخضراء فقط كي تعود إدلب خضراء.
لا زالت منابر الفضائيات تطالعنا ببرامجها وندواتها ومحلليها الاستراتيجيين وخبرائها العسكريين ولا زالت مسامعنا تُدَك بكل أنواع القذائف الإعلامية وصواريخ التضليل الإعلامي، اتفاق بين الروسي والتركي، صفقة بين الأمريكي والإيراني، حديث تحت الطاولة بين الدب والفيل، عض أصابع وتقريض أظافر بين الكرد والترك، بوادر حرب في الخليج، أنين التنين وغضب الصين، مربعات منعطفات عقد تشابك تدوير زوايا نزول عن الشجر قفز فوق الحواجز لعب بالنار مشي على الحبال عصي في العجلات.
هي نفس الديباجات ونفس التحليلات والاستنتاجات والتكهنات التي كنا ولا زلنا نسمعها منذ انطلاقة الرصاصة الأولى في الحرب على سورية، نفس الأصوات والتنبيهات والتحذيرات والتهديدات وقافلة الجيش العربي السوري تسير قدماً في القنيطرة ودرعا والسويداء والغوطة والقلمون وحمص وحماه وتدمر ودير الزور واللاذقية وحلب وفي كل مكان دنسه الإرهاب ونجسه الحقد، التحليلات الجيوسياسية والاستراتيجية نتركها لأصحابها يقتاتون من خبزها أما نحن فيكفينا ما نشاهده على الأرض ونلمسه في الواقع، أسد قاسيون زأر قبل تحرير الغوطة: الرقة وإدلب في عيوننا، أسود الشرف والإخلاص تسابقوا إلى ساحات المجد وقدموا لوطنهم النصر تلو النصر، سال الدم الزكي مهراقاً فدوى الوطن وهاهم يحاصرون بدمائهم ورصاصهم آخر معاقل الإرهاب والتكفير في ادلب حيث يتمترس خلف الدشم العثمانية أولئك الذين تعالجوا يوماً في عيادات البيطرة الصهيونية وأولئك الذين وشوا بموقع الشهيد البطل سمير قنطار وأولئك الذين قطعوا رأس المعري ورأس مدير متحف تدمر، دواعش أو نصرة أو حر أو غير ذلك من المسميات التي تطلق على كيان همجي واحد ليس للوطن منه سوى نصيب الخراب والدمار والخيانة.
رجال النصر ساروا وعيد الوطن الكبير أزف، قد فديناك أيها الوطن قد فديناك بذبحٍ عظيم.
شروق ديب ضاهر