الوحدة :13-9-2023
عندما تقتنع المرأة بهدفها، وتمسك بأدوات الوصول إليه بيديها، تستطيع أن تحارب الدنيا لأجل تحقيقه، لكن العثرة الأولى التي تصادفها هي أن تقنع نفسها أولاً بمقدرتها على إثبات ذاتها، وهنا يكمن الفارق الجوهري بين المرأة الشرقية والمرأة الغربية.
فالأولى تعيش من خلال زوجها وأولادها، سعادتها من سعادتهم ومستقبلها من مستقبلهم في حين أن الثانية تبحث عن سعادتها ومستقبلها بمعزل عن سعادة زوجها وأولادها، وتسعى إلى تحقيق طموحها الشخصي بمعزل عن النتائج التي تحسب لها وتخافها المرأة الشرقية، وهذا لا يعود إلا للتربية التي تتلقاها المرأة، وهي بالطبع تختلف بين مجتمع وآخر.
في حين تتربى المرأة الغربية على بناء مستقبلها منذ نعومة أظفارها عبر الاعتماد على نفسها، وتلقينها القيم الإنسانية واحترام الآخر كيفما كان.
وذلك منذ بداية الحلقات الدراسية الأولى في المدرسة، تربي المرأة الشرقية ابنتها، وتزرع لها في نفسها معتقدات زرعتها لها هي الأخرى والدتها فتلقنها أنه في حال غياب والدها يكون أخوها مسؤولاً عنها وفي حال غاب أخوها يحل زوج أختها وهكذا إلى ما لا نهاية.
لا تتربى المرأة الشرقية على الاعتماد على نفسها وإيجاد نفسها كفرد مستقل في المجتمع لا بل تظل المرأة في مجتمعاتنا وحتى رمقها الأخير تستمد ذاتها ممن حولها المرأة الأم، والزوجة، والأخت هي التي تُمنح الحياة من خلالها ، ولكنها تخلت عنها وربت كل النساء بنات جنسهن على ترسيخ معتقدات بالية بأن الرجل هو الأصل ، والمرأة هي التابع، ولن تخرج المرأة من هذه الحلقة الضيقة التي رسمتها لنفسها ما لم تحدد وتدرك ما تريده في الحياة ولكن هل تدرك المرأة بعد أن تحدد هدفها وتدخل في صدام مفروض عليها مع الرجل خاصة في المجتمعات الشرقية.
ماذا تريد المرأة؟؟
ببساطة تريد المرأة أن تسير إلى جانب الرجل وليس خلفه، وهي تحارب الدنيا لتثبت أمرين أساسيين أولهما أنها إنسان قادر على تحمل مسؤولية أفعاله وتقديم ما هو مطلوب منه، وثانيهما أنها امرأة ينظر إليها المجتمع نظرة دونية وبالتالي عليها أن تثبت للمجتمع عينه أنها تستطيع أن تنافس الرجل فيما يقوم به ولا خلاف بينها وبينه سوى في المعالم الجسدية الخارجية التي لا يمكن أن تكون معياراً لعدم المساواة بين جنس البشر، لكن هل ممكن أن تكون المرأة عدو نفسها؟، هل تعد المرأة السبب الرئيس في فشل بنات جنسها متذرعة بفوقية الرجل عليها بصفته الأقوى بعد أن تخلت هي عن سلطتها ومنحتها إليه…
لاشك في أن للتربية الدور الرئيس في تنشئة أي إنسان في أي مجتمع كان. باعتبار أن التربية أشمل من التعليم وتضم العوامل الثقافية والمجتمعية التي تلعب دوراً أساسياً في بناء الإنسان.
لمي معروف