الوحدة 11-9-2023
ألا تعدّ الحبيبة عدد الوردات في الباقة التي أهداها لها حبيب القلب؟!.
وهل صحيح أنه كلما زاد العدد
كان الحبّ أكبر؟!، وإذا كان كل شيء في حياتنا اليوم يقاس بالأرقام الجافة، وحسابات العقل ، فهل من الممكن أن نقيس الحب والعواطف بالأرقام أيضاً؟
بعض الناس يقّيمون علاقة خاصة بينهم وبين الأرقام، فهناك أرقام يستبشرون بها خيراً، وأرقام تبعث على التشاؤم، هناك من يعد الرقم اثنين أفضل من الرقم واحد وهم الأزواج السعداء وإن كانو يمثلون الأقلية بين عباد الله المتزوجين، ولكن ماذا عن أولئك الذين يعيشون معظم ساعات يومهم في عالم من الأرقام، كالعاملين في البنوك والمحاسبين والمدققين، وأساتذة الرياضيات ؟ ترى كيف ينظرون إلى الجانب الرومانسي من الحياة وهم الغارقون في الأرقام؟
إن الأرقام بالنسبة إليهم هي الحياة التي يعيشون في دائرتها، فكلما رأى أحدهم رقماً، حتى ولو كان خارج قاعة الدراسة، سرعان مايتذكر بعض المعادلات الرياضية؟.
فهم يعيشون بين الأرقام من ست إلى سبع ساعات يومياً، ومن الطبيعي التأثر بها بشكل أو بآخر!
كالطبيب الذي يظل طبيباً عندما يخرج من عيادته؟، والصحفي الذي يواصل البحث عن المعلومات والأخبار بعد خروجه من مكان العمل والأمر كذلك بالنسبة إلى المحاسب وموظف البنك… !
ومن الطبيعي أن يؤثر عملهم على حياتهم العاطفية، وهم يؤكدون أن كل شيء بالنسبة لهم يترجم إلى أرقام كما أنهم ينظرون إلى الحب من وجهة نظر رياضية بحتة، إنه من الطبيعي أن تؤثر الأرقام في حياة من يتناولها، فمن يعمل في الحسابات يرى أن لكل شخص قيمة تختلف عن الآخر، فنحن نعيش في عالم مادي، تحولت فيه الحياة إلى مجموعة أرقام، تدور في فلك حياتنا اليومية فمنا من يعيش في دائرة الأرقام ويتأثر بها ومنا من يرتبط بشخص يعيش ضمن هذه الدائرة ومهما حاولنا الابتعاد عن الأرقام أو الهرب منها، فإنها تلاحقنا أينما ذهبنا.
لمي معروف