الوحدة:11-9-2023
مد عارم وسيطرة شبه كاملة لثورة الذكاء الاصطناعي، التي باتت نواة، تشكل وتحدد أسس العمل، و تتحكم في جميع مجالات الحياة، بدءاً من قيادة السيارة بدقة متناهية و من دون سائق، وليس انتهاء بإدارة عمليات شديدة الدقة في بنك أو متجر كبير، أو منشأة صناعية عملاقة، وهناك أيضاً من يتحدث عن قدرات بالكشف عن السرطانات، والسكتات الدماغية، وتخطيط القلب…، والحضور الأنيق والواثق داخل غرف العمليات الجراحية الدقيقة، والتنبؤ بالكوارث قبل حدوثها، وحتى في المجال العسكري، و القدرة على المساهمة في التقليل من عدد الضحايا..
الذكاء الاصطناعي بات يُنشئ اليوم محتوىً خلال ثوانٍ.. يدقق نحوياً، يقتبس .. ويحوّل المنشورات الكتابية إلى فيديوهات جذّابة.. و يرسم لوحات بألوان وتدرُّجات مبتكرة، وقد يكتب مقالاً.. قصةً.. روايةً..، أو سيناريو فيلم سينمائي، فهو كآلة يخدم أكثر من 30 لغة، منها اللغة العربية..يتصرّف، ويتفاعل، كما البشر، إذا ما امتلك القدر الكافي من المعلومات، كذلك، يُخلّص الإنسانَ من الأعمال الرتيبة، والمملة، وهو، إلى ذلك، لايحتاج، كما الإنسان، إلى راحة، أو طعام، أو شراب، او نوم، أو أجر .. فقط يحتاج لتزويده بالطاقة اللازمة، كي يعمل ٢٤ / ٢٤، فهو بالمحصلة، جاء لخدمة الإنسانية والعالم، و ورويداً رويداً، سيصبح بمتناول الجميع، ولذلك علينا أن ننتبه، وأن نلاقي هذا التطور الهائل في منتصف الطريق، لتحقيق توازن بينه وبين العامل البشري، إذ يهدد وجوده ملايين العاملين في العالم، وأصبح نجاح حكومات البلدان يقاس بمدى استثمارها الصحيح لهذا الذكاء، والقدرة على السير في طريق (حريره) العلمي، و علينا الركض، بلاتوقف، لمواكبة هذه التطور العلمي المهول، وتوظيفه كما ينبغي لخدمة مجتمعاتنا، وإلا سيغرقنا، ويدخلنا في متاهات جديدة، سبق لنا أن دخلنا بمثلها.
رنا رئيف عمران