الوحدة: ٨-٩-٢٠٢٣
– ١ –
انبلج الصباح نشيطاً..على غير عادته..أشرق مبتهجاً…عانق كل العصافير..وطيور الدوري التي غادرت أعشاشها مع والديها..لتتعلم الطيران…رفة..رفتان…تصفيق..
تحليق….
جارنا ” أبو علي” يستعد للذهاب إلى الحقل…
– أم علي…لقد تأخرنا…سبقتنا طيور الزرزور إلى الحصيد..هاهي تغط على الجدول تغسل وجهها..تسبح لخالقها…
من شرفة منزلي المطلة على ميناء الصيد..ألمح كرنفال الزوارق تسافر نحو مدى الأمل..علها تحظى بصيد وفير..
أو دون ذلك….
– ٢ –
من عادتي جلب الخبز باكراً..ثم النزول إلى كورنيش مدينتي البحرية…
– صباح الخير..عافاك الله..لولاك لتكدست أكوام النفايات في المدينة ازقتها وساحاتها …
– آلله يعافيك..إنه واجبي وعملي…
– أحييه..يحييني..ويذهب كلانا في طريقه…
المدينة لم تستفق من نومها..مازالت تصارع مغادرة السرير…
وحده صوت الحلاّب أبي أحمد يغازل أسماع النائمين وأنصافهم…يغادر النعاس أجفانهم يهبون متثاقلين…
إن النًوم في صباحات أيلول مغرية…
– ٣ –
الساعة الآن السابعة صباحاً…
الشوارع تزهر..
الأرصفة ترقص..
الألوان:” الأزرق..الزهري..الرمادي الحقائب ولأول مرة تكون خفيفة..لاتحمل سوى ألوانها المتعددة بألف لون ولون…..
الأقحوان الأبيض يضيء طرقات وشوارع أيلول…
هذا اليوم لم يزهر الذهب..أو ورقه الأصفر…
اليوم يحتفي أيلول بأقحوان الكون وفراشات الحياة…
عاد أيلول ففتح صدر مدارسه وقاعاته الصفية للطفولة كي تزهر أقحوانها على مقاعد الوطن ومستقبله..
ولينشد الجميع:
حماة الديار عليكم سلام
أبت أن تذلّ النفوس الكرام..
إنها فرحة الأطفال..وزغردة المحبة في مصانع المجد..مدارسنا…
فكل عام وانت بخير…أيها الوطن المكلل بحب أبنائه…
خالد عارف حاج عثمان
تصفح المزيد..