الوحدة:6-9-2023
فرحة النجاح لا تضاهيها فرحة كما يقولون، وخلف العديد من القصص التي تبدو كاملة وباهرة الكثير من التعب والصبر والجهاد، واليوم قصتنا عن الطالب حمزة سامر كفا الذي جصل في الدورة الأولى على مجموع ٢٣٩.٨/٢٤٠ ومن ٢٩٠ كان مجموعه ٢٨٩.٣، ولكنه قرر أن يسجل في التكميلية ليتم أجزاء العلامة الناقصة ويحصًل العلامة التامة دون فواصل، وفي حين يستغرب كثيرون توجه حمزة للتكميلية رغم مجموعه الكامل تقريباً، يقول حمزة أن الفواصل الناقصة استفزته وأراد تحدي نفسه لإتمامها كونه واثق من استيعابه الكامل للمنهاج، علماً أن الإكمال كان بمادتي الكيمياء والديانة، مشيراً إلى أنه عاهد نفسه منذ الطفولة على التميز وتحدي الظروف المعيشية الصعبة والقاهرة، ليحقق حلمه بالنجاح والوصول للمستقبل الآمن والمستقر، وعن ظروفه وعائلته يقول حمزة لنا: والدي عسكري متطوع بالجيش ووالدتي ربة منزل نعيش في منزل بالأجار في بلدة الشيخ سعد بطرطوس، ووالدي يلتحق معظم أيام الشهر بدوامه خارج المحافظة ، ويفعل المستحيل لتأمين الحاجات الأساسية لنا أنا وأختي آية وأخي الصغير مقداد الذي مازال في الثاني الابتدائي، أما حب العلم والتفوق فزرعه والدي وأمي في نفوسنا كحل وحيد لمجابهة قهر الحياة والظروف الصعبة، وكان هذا ما عاهدنا عليه أنفسنا عليه أنا وأختي الأكبر مني حيث وصلت هي للسنة الثالثة في الهندسة المعلوماتية باللاذقية، وحققت أنا اليوم ما حلمت به منذ سنين طويلة، ليبقى تحدي إتمام المرحلة الجامعية والوصول لبر العمل والأمان، وعن دراسته في الثانوية شرح حمزة أنه بدأ دورات البكالوريا في الصيف ولم يبدأ من الحادي عشر كما يفعل كثيرون اليوم، وتابع العام الدراسي مع أساتذته في مدرسة الشهيد علي كامل غانم في الشيخ سعد، فيما فعل والداه كل ما يستطيعان لتأمين تكاليف دورة رياضيات ومتابعة الفيزياء لاستكمال وتأكيد كل المعلومات والنواقص، أما عن برنامجه خلال العام الدراسي أشار حمزة أنه كان يتابع الدراسة يومياً ويحاول أن ينهي ماعليه على ضوء النهار لأن بطارية الليدات لم تكن تكفي لأكثر من نصف ساعة مساءً، وحين يضطر كان يتابع دراسته وحتى خلال أيام الامتحان على ضوء القداحة، أما أكثر المواد إرهاقاً بنظره فكانت القومية التي تحتاج للحفظ الجاف، وبالنسبة لأفكاره وأحلامه للأيام القادمة يأمل حمزة أن يحظى بالدعم الكافي أو بتأمين عمل يعينه على متابعة دراسته كون الظروف باتت صعبة جداً ووالده قد لا يستطيع تأمين احتياجات الأسرة إلا بالحد الأدنى وبشق الأنفس، كما يحلم بشراء منزل لعائلته يوما ما، وبسؤال شقيقته عن دراستها تبتسم وتقول أنها تدرس بجد وتعمل كل ما بوسعها لتتخرج وتنتقل للمرحلة العملية، وعن سكنها الجامعي تقول أنها تداوم وتحاول العودة لمنزلها كلما أمكنها حتى تختصر تكاليف الإقامة مع زميلاتها في الغرفة، أما نحن فنأمل أن نرى حمزة من أمهر الأطباء وأن نستفيد من علمه وإنسانيته، وألا يضطر للتفكير بمصروفه في المرحلة الجامعية، وأن يركز فقط على دراسته لأنه حلم وضوء أبيض يشبه النور الذي ننتظر جميعاً أن يخرج وينير ظلمة أيامنا هذه.
رنا الحمدان