الوحدة:30-8-2023
– صيّادٌ يحفر في الماء كوخاً، ومنادي الحيّ ينتظر ديكةِ الصّباح لتنزل من الخمّ إلى الكوخ، الكلّ يصطاد، والكلّ يُعكّر.
-المريض لا يذهب لطبيبه، بل إلى
مريضٍ آخر، مستفيداً من وصفةٍ قديمةٍ.
المتفائل يأمل بمصادفةٍ سعيدةٍ، وما أكثر المتفائلين الّذين فقدوا معظم واقعهم، وراحوا ينبشون ويفتّشون جيوبهم وجيوب غيرهم، ويقفزون من الشّرفات.
– حين يتقابل متسوّلان، تنتاب الأوّل قشعريرةٌ وترتعد فرائصه!
لا لشيءٍ، وإنّما لإحساس طاغ أنّ الآخر: أكثر حذاقةُ وحرفيّة، ويلتقط حتّى الهواء؟!
أخيراً: ينتهي اللّقاء بسخاءٍ مفاجئٍ يقدّمه مجهولٌ.
ما أجمل الربيع، فاللّحظة فيه نصفها صيفٌ ونصفها شتاءٌ، والمدهش حقّاً أنّنا نبحث فيه عن عبّاد القمر بدلاً من عبّاد الشمّس؟!!
في كلّ مرّة أذهب فيها للبحر، أجد موجةً عالقةً بين الصخور!
كم هذا البحر مسرفٌ؟!
ولأننّا بلا صخور، فإسرافنا إفلاسٌ تتكسّر معه الأنفاس.
ربّما نحن مسرفون في أنفاسنا؟
يقول الشّاعر:
وَ عَلِمْتُ أنّ لِقاءنا سببُ اشتياقي واشتياقكِ
فَتَركتُ ذاك تَعمّداً وَ خَرَجْتُ أهربُ من فراقكِ
سمير عوض