“الانزياح التركيبي في قرائن التعليق اللفظية و جمالياته..” في رسالة دكتوراه

الوحدة : 21-8-2023

نوقشت في جامعة تشرين/كلية الآداب و العلوم الإنسانية/ رسالة دكتوراه في اللغة العربية لطالب الدراسات العليا ياسر وليد منون بعنوان: الانزياح التركيبي في قرائن التعليق اللفظية و جمالياته في ديوان سقط الزند لأبي العلاء المعري، و ذلك بإشراف: أ . د .إبراهيم البب، و أ . د مصطفى نمر /مشرف مشارك/  و بعد انتهاء المناقشة تداولت لجنة الحكم المؤلفة من السادة: الدكتور عصام الكوسى و الدكتور إبراهيم البب و الدكتور حسين وقاف و الدكتور غياث بابو والدكتورة بثينة سليمان. وبموجب المداولة منح ياسر منون درجة الدكتوراه بتقدير امتياز.

في مادتنا الآتية نقدم ملخصاً لأهم ما جاء في البحث من مضامين أغنت موضوع الرسالة. 

يعد الانْزِيَاْحُ أَحَدَ أَكْثَرِ الْمُصْطَلَحَاْتِ الْأُسْلُوْبِيَّةِ أَهَمِّيَّةً فِي الدِّرَاْسَاْتِ اللُّغَوِيَّةِ الْحَدِيْثَةِ، إِذْ إِنَّهُ دَخَلَ فِيْ مَيْدَاْنِ التَّحْلِيْلِ اللُّغَوِيِّ بِكُلِّ جَدَاْرَةٍ وَذَلِكَ مِنْ مُنْطَلَقِ الْفَرَاْدَةِ الْأُسْلُوْبِيَّةِ الَّتِي يَتَمَتَّعُ بِهَا الْمُتَكَلِّمُ الْمُبْدِعُ الَّذِي يَعْمَلُ عَلَى حَشْدِ شِعْرِهِ بِالشِّعْرِيَّةِ وَهُوَ مَاْ يُتِيْحُ لَهُ أُسْلُوْباً مُتَمَيِّزَاً يُخَاْلِطُ شَغَاْفَ التَّجْرِبَةِ الشُّعُوريَّةِ الَّتِي يَعِيْشُهَا مِنْ جِهَةٍ ويُفَاْجِئُ الْمُتَلَقِّيَ وَيَعْمَلُ عَلَى شَدِّ انْتِبَاْهِهِ لِمُتَاْبَعَةِ الْقِرَاْءَةِ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى.

وَمِمَّاْ سَبَقَ تَوَلَّدَتْ فِكْرَةُ الْبَحْثِ الَّذِي عنْوِنَ بِاسْمِ “الانْزِيَاْح التَّرْكِيْبِيّ فِي قَرَاْئِنِ التَّعْلِيْقِ اللَّفْظِيَّةِ وَجَمَاْلِيَّاْته فِي دِيْوَاْنِ سقْطِ الزَّنْدِ لِأَبِي الْعَلَاْءِ الْمَعَرِّيّ”.

وسعت الدراسة في هذا البحث إلى تَتَبُّعِ الانْزِيَاْحَاْتِ التَّرْكِيْبِيَّةِ فِي قَرَاْئِنِ التَّعْلِيْقِ اللَّفْظِيَّةِ فِي دِيْوَاْنِ سقْطِ الزَّنْدِ لِأَبِي الْعَلَاْءِ المَعَرِّيّ وَإِحْصَاْئِهَا وَتَحْلِيْلِهَا تَحْلِيْلاً أُسْلُوْبِيَّاً يُبَيِّن أَنَّ الْمَعَرِّيَّ لَجَأَ إِلَى تلكَ الانْزِيَاْحَاْتِ بِسَبَبِ عَجْزِ الْأَصْلِ عَن اسْتِيْعَاْبِ مَعَاْنِيْهِ وَتَجْرِبَتِهِ الْحَيَاْتِيَّةِ مِنْ جِهَةٍ، بِالْإِضَاْفَةِ إِلَى إِبْرَاْزِ مَقْدِرَتِهِ الْفَنِّيَّةِ وَرَفْعِ بِنَاْئِهِ الشِّعْرِيِّ مِنَ الْمُسْتَوَى النَّفْعِيِّ إِلَى الْمُسْتَوَى الْإِبْدَاْعِيِّ، فَضْلاً عَنْ تَعَمُّدِهِ مُفَاْجَأَةَ الْمُتَلَقِّي وَشَدَّ انْتِبَاْهِهِ بِهَدَفِ ضَمَاْنِ اسْتِمْراْرِ مُتَاْبَعَةِ التَّلَقِّي، مِنْ خِلَاْلِ زَجِّه فِي عَمَلِيَّةِ الْإِبْدَاْعِ الَّتِي يَعْمَلُ مِنْ خِلَاْلِهَا عَلَى مُتَاْبَعَةِ الْبَحْثِ عَنْ سَبَبِ تِلْكَ الانْزِيَاْحَاْتِ

وَتَمثَّلَتْ أَهدافُ الْبَحْثِ في الْأُمُوْرِ الْآتِيَةِ:

بَيَاْنُ أَهَمِّيَّة الانْزِيَاْحِ فِي اللُّغَةِ إِذْ يَمُدُّ الْمُتَكَلِّمَ بِأَسَاْلِيْبَ تَعْبِيْرِيَّةٍ يَسْتَطِيْعُ بِوَسَاْطَتِهَا أَنْ يُعَبِّرَ عَنْ أَدَقِّ مَعَاْنِيْهِ وَأَغْرَاْضِهِ الَّتِي يُرِيْدُ إِيْصَاْلَهَا إِلَى الْمُتَلَقِّي.

ارْتِبَاْطُ الانْزِيَاْحِ بِأَسْبَاْبٍ مَعْنَوِيَّةٍ، فَهُوَ لَا يَأْتِي فِي الْكَلَاْمِ الْفَصِيْحِ عَبَثَاً دُوْنَ غَاْيَةٍ، فَلِلانْزِيَاْحِ أَبْعَاْدٌ بَلَاْغِيّةٌ وَمَقَاْصِدُ بَيَاْنِيَّةٌ، يَلْجَأُ إِلَيْه الْمُتَكَلِّمُ فَيَكْشفُ عَنْ وَجْهٍ مِنْ وُجُوْهِ الْبَيَاْنِ الدِّلَاْلِيِّ الَّذِي يُفَاْجِئُ الْمُتَلَقِّيَ وَيُثِيْرُ دهْشَتَهُ لِانْحِرَاْفِهِ عَنِ الْأُسْلُوْبِ الْمُعْتَاْدِ الْمَأْلُوْفِ.

بَيَاْنُ أَهَمِّيَّة النَّحْوِ وَمَدَى فَاْعِلِيَّتِهِ فِي تَشْكِيْلِ النَّصِّ، وَبَيَاْن جَمَاْلِيَّاْتِهِ، وَبِذَلِكَ يَكُوْن النَّحْوُ عِلْماً يُفْهَمُ بِهِ خِطَاْبُ الْعَرَبِ وَاسْتِعْمَاْلَاْتُهُمْ، وَيَخْرُجُ عَنْ كَوْنِهِ أَثَراً يَجْلُبُهُ الْعَاْمِلُ فَقَطْ.

إِحْصَاْءُ ظَوَاْهِرِ الانْزِيَاْحِ التَّرْكِيْبِيِّ فِي بَعْضِ قَرَاْئِنِ التَّعْلِيْقِ اللَّفْظِيَّةِ فِي دِيْوَاْنِ سقْطِ الزَّنْدِ لِأَبِي الْعَلَاْءِ الْمَعَرّيّ وَرَبْطُهَا بِأَسْبَاْبِهَا الْبَلَاْغِيَّة.

إِبْرَاْزُ نُزُوْعِ الْمَعَرِّيّ إِلَى اسْتِخْدَاْمِ بَعْضِ الْأَسَاْلِيْبِ التي يَجِدُهَا تُلبِّي حَاْجَاْتِهِ الْفَنِّيَّةَ وَالدِّلَاْلِيَّةَ وهذا يُبْرِزُ أُسْلُوْبَه وَفَرَادَتَهُ الشِّعْرِيَّةَ وَمَا يَتَمَيَّزُ بِهِ مِنْ غَيْرِهِ مِنَ الشُّعَرَاْءِ.

 

وَقامَ هَذَا الْبَحْثُ عَلَى الْمَنْهَجِ الْوَصْفِيِّ الَّذِي يَعْتَمِدُ تَتَبُّعَ الظَّاْهِرَةِ وَإِحْصَاْءَها وَوَصْفَهَا وَتَحْلِيْلَهَا تَحْلِيْلاً أُسْلُوْبِيَّاً يُفْضِي إِلَى قِرَاْءَةٍ جَمَاْلِيَّةٍ تَسْتَنْطِقُ سَبَبَ اخْتِيَاْرِ أَبِي الْعَلَاْءِ تَرْكِيْباً نَحْوِيّاً دُوْنَ غَيْرِهِ وَتَرْبطُهُ بِمَا مَرَّ بِهِ مِنْ مَوَاْقفَ حياتيّةٍ تُعبِّرُ عن مَوَاْقِفِهِ وَشُعُوْرِهِ وَرُؤَاْهُ.

     رفيده يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار