العدد: 9354
الأحد-26-5-2019
إذا قلنا بأن الدوري الكروي قد بدأ وانتهى فإننا نكون مخطئين لأن الدوري له بداية وليس له نهاية ، فكل دوري يتبعه آخر وما بينهما دوري من الذكريات والأفراح والأحزان والآمال والمزاجيات والتساؤلات والاتهامات والإقالات والاستقالات والتعاقدات والمناظران والتطلعات، إلى أن يأتي دوري قادم أفضل مما سبقه لعباً وإدارة وتنظيماً ومالاً واستقراراً . . فمن خسر يراجع حساباته لكي يفوز ومن فاز عليه مراجعة أولوياته لتجنب الخسارة، فلا رابح أبدي ولا خاسر أبدي، بل هناك من ارتضى لنفسه التقاعس والخيبة واليأس . . ورغم أن الدوري الذي مضى كان متواضعاً من الناحية الفنية إلا أنه كان مقبولاً من حيث اتحاد اللعبة وإدارات الأندية والمدربين واللاعبين والحكام . . فعلى صعيد الاتحاد لا يمكننا القول بأنه أسوأ أو أفضل من اتحادات سبقته وربما لن يكون أفضل أو أسوأ من اتحادات ستخلفه، فالجود بما هو موجود، وإذا لم يكن ممكناً هدم الهيكل الذي تقوم عليه رياضتنا عموماً فسوف نستمر على مبدأ تمشية الأمور لأن تغيير الأشخاص لن يغير مجرى الأحوال، وسنبقى على مبدأ (مكانك راوح) . . أما على صعيد إدارات الأندية فقد استمرت مشكلتها المزمنة بعدم الاستقرار في تشكيلاتها التي بقيت عرضة للتبديل المستمر وكذلك في توفر التمويل الثابت، وهنا لا بد من الاشارة إلى ضرورة مساهمة الفعاليات الاقتصادية في دعم الأندية واعتبارها جزءاً من الوجه المشرق للمحافظة التي يمثلها النادي . . أما اللاعبون فقد قدموا كل إمكاناتهم المتاحة رغم أن بعضهم مازال يعتبر أن الكرة تلعب بالأقدام وليس بالعقول، وبعضهم الآخر يعتبر أن غايته تسجيل الأهداف التي تحمل توقيعه وحده دون أن يدرك بأن تسجيل الأهداف يحمل توقيع جميع اللاعبين على أرض الملعب، وهنا نشير أيضاً إلى أنه مازال ينقصنا مزيد من اللعب الجماعي وخاصة ضمن منطقة جزاء المنافس، وما زلنا نفتقد صانع اللعب والهداف الحقيقي . . أما المدربون فمستوياتهم وقدراتهم متقاربة ولم نجد ذاك الفارق بين مدربي أندية المقدمة ونظراؤهم في أندية المؤخرة لأن التدريب لدينا مجرد تجريب، واستمر مدربونا (كالعادة) في التنقل بين هذا النادي وذاك فينجحون هنا ويفشلون هناك لأن المدرب وحده لا يصنع الانتصارات ولا يسجل الأهداف نيابة عن عقول وأقدام وعزيمة اللاعبين . . أما التحكيم فكان مستواه من مستوى الدوري واستمرت أخطاء التحكيم وإن كان معظمها ضمن المقبول، ويشفع لحكامنا ما نشهده من أخطاء حكام الدوريات الأوروبية التي لا يكشفها سوى (الفار)، ولعل ما يحتاجه حكامنا هو مزيد من الدعم المالي لأجورهم المتدنية، ومزيد من الاحترام لشخص الحكم وقراراته من قبل اللاعبين والمدربين والجمهور . . هذا الجمهور الذي استمر بحمل لقب البطل الحقيقي غير المتوج لهذا الدوري بكل ما قدمه من لوحات كرنفالية ودعم كبير لفرقه مما أعطى الصورة الناصعة أمام العالم أجمع دون إغفال وجود بعض الأخطاء الناجمة عن ضعف الثقافة الكروية لدى البعض من جماهيرنا التي وقعت في المحظور وجلبت العقوبات لأنديتها دون سبب وجيه . . أما حصاد أندية المحافظة الثلاثة.
المهندس سـامر زيـن