الأدوية حبيسة الغرف المظلمة..و نار أسعارها تلفح أكباد المرضى

الوحدة : 3-8-2023

رحلة شاقّة و مضنية في سبيل البحث عن “ترياق” للحياة..أدوية المرضى أصبحت في هذه الأيام “كالممنوعات”..صيدليات أصبحت توازي بعددها عدد محلات “السوبر ماركت”، لكن خلال رحلة البحث تلك يتبيّن لك أن نصفها مغلق “وربما أكثر”، و إن وُجدت غير مغلقة، فالطلب المدون على الوصفة وحتى “بديله، بحالة فقدان تام، أو إنّها ولجت الغُرف المظلمة، لتخرج فيما بعد بأسعار تلفح بنارها أكباد المرضى!!!.

كلام كثير (عام) خرج إلى العلن بهذا الخصوص والنية المحضّرة سلفاً هي رفع الأسعار على عموم الأدوية، وكأن صاحب الشأن ينتظر المرضى كي يتوسلوه لرفع الأسعار مقابل توفير الدواء!!!.. اطرحوه على أصحابه المحتاجين، فالأسعار وارتفاعاتها لم تترك سلعة من شرها،إلا أن أصنافاً كثيرة لم تشهد تلك المناورات التي ينفذها “تجار” الأدوية، بدءاً من توقّف المعامل عن الإنتاج، إلى مستودعات الأدوية، وصولاً إلى الصيدليات، علماً أن أسعار الأدوية ترتفع بتواتر منظّم،ولكنها تفضل المرور بمراحل لحرق أعصاب المرضى، فيختفي الأصل، ليليه فقدان البديل، وبعدهما الإغلاقات، حتّى يتّضح أنّه على نيّة ارتفاع السعر، و لا أحد يعرف لماذا كل هذه الدهاليز؟، وهذا “الحياء”، في وقت ينتظر “صاحب الحاجة” طرحه في الصيدليات، ولو كلفه الأمر أثماناً باهظة، فالمريض بأمس الحاجة للعلاج، وأوضاع الأدوية لا تشبه السلع الأخرى، إذ يمكن الاستغناء عن الموز والتفاح والتمر وغيرها من السلع، لكن الدواء عكس ذلك تماماً، فهو رفيقٌ لحياة الكثيرين من أصحاب الأمراض المزمنة .. لذلك أيها القائمون على الشركات والمعامل والمستودعات أطلقوا العنان لأسعاركم “وخلصونا”، فأصحاب الصيدليات ينتظرون التوريدات، لأنهم ملامون أمام المرضى والمجتمع!!.

 

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار