موعد مع القهر..كابوس الحرائق يلاحقنا والوقاية خير من العلاج

الوحدة : 2-8-2023

موعد مع القهر..نضربه رغماً عنا مطلع كل  صيف، حيث تلتهم النيران – بالمعنى الحرفي للكلمة- الأخضر واليابس، وتبدد معها آمال وأحلام و تعب السنين، ويبقى السؤال: طالما أن هذه الحرائق ليست قدراً، فلماذا تتكرر؟ ولماذا لا نحتاط منها ولها؟ خاصة أن الجميع يعلم بأنه ثمة إجراءات قد تقف في وجه الحرائق، وتحديداً حرائق الغابات، أو على الأقل تخفف من أضرارها وتحد من انتشارها، ويأتي في مقدمة هذه الإجراءات، زراعة نبات الصبار، بحسب ما أكده المهندس الزراعي صفوان حمدي، منوهاً إلى أن أشجار الصبار  من شأنها وقف الحرائق في الغابات لكثرة وجود الماء فيها، على عكس أشجار السرو الذي يحتوي كثيراً من الصمغ القابل للاشتعال الفوري، إضافة إلى ثمرته التي تنفجر “كالقنبلة”، و تصل إلى مسافات بعيدة لتحرق غيرها، في حين يشكل الصبار  عامل حماية للغابات، لكونه غير قابل للاشتعال وكثيراً ما نجد هذا النوع من النبات (التين الشوكي) على أطراف المنازل في الأحياء الريفية القديمة .

وتابع المهندس حمدي قائلاً : غرس بعض الأشجار المثمرة في الغابات من شأنه تأمين حماية مجتمعية لهذه الغابات، وأضاف: هناك أشياء تبدو بسيطة، ولكنها قد تكون من مسببات الحريق في درجة حرارة معينة، فعلى سبيل المثال، ورق “السلوفان” الذي يوضع على (النرجلية)، والذي قد يرمى على العشب الجاف، وكذلك غطاء زجاجات المشروبات التي تعمل عمل المكبر، وتقوم بتركيز أشعة الشمس على العشب،كما يمكن لانفجار قداحة فارغة، أن يعمل شرارة تكون بداية للحريق، وكذلك ترك المصطافين للنار التي استعملت (للشواء) من دون التأكد من تبريدها، فكل هذه التفاصيل الصغيرة قد تكون مسببات لإحراق آلاف الدونمات، وليس هناك أفضل من الوقاية وأخذ الحيطة والحذر، وإعطاء الأمر ما يستحق، بدلاً من البكاء على الأطلال، وانتظار  موسم قادم، لنرى غاباتنا وهي تتحول إلى رماد.

في سياق متصل، حدثتنا الدكتورة سدرا كرم حول أهم  العواقب الرئيسية لحرائق الغابات بدءاً من التأثير على جودة الهواء، حيث تصدر حرائق الغابات مواد كيميائية ودخاناً يمكن أن يلوث الهواء بكميات كبيرة، مما يؤدي إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي وارتفاع معدل الوفيات، فالدخان الذي يصدر من الحرائق يتكون من مواد كيميائية مشعة وملوثات تسبب السرطان، ويمكن أن يسبب أمراض التهاب الرئة وتلف الجهاز التنفسي.

كما يؤدي الحريق إلى تدمير المساحات الخضراء، وتدمير التنوع الحيوي في المنطقة، و يؤدي بالتالي إلى ابتعاد الحيوانات عن المناطق الغابية، وفقدان هذه المناطق للنظام البيئي، وأضافت الدكتورة كرم: إن حرائق الغابات تسبب الأضرار للتربة والنباتات والمناخ وتؤدي إلى تغيير في النظامين المناخي والبيئي.

بقي أن نسأل: ماذا فعلنا كمجتمع أهلي؟،و ماذا فعلت الجهات المعنية بالغابات التي احترقت في السنوات السابقة؟، وعند الوصول إلى الخلاصة، سنجد أننا مرغمون على حماية غطائنا الأخضر، وعدم انتظار ما ستقوم به الجهات الرسمية، لأن التردد في المبادرات المجتمعية، قد يقودنا إلى التصحر، وفقدان أهم عنصر في بيئتنا الساحلية.

 

 

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار