دوري محترفـــين أم..؟

العدد: 9353

23-5-2019

لا أدري من أطلق على دوري الكرة لدينا بدوري المحترفين وهل كان بكامل قواه العقلية أم ماذا؟

عن أي دوري محترفين يتحدثون وهو بعيد كل البعد عن ذلك ومن كل النواحي سواء الفنية أو الإدارية وحتى من حيث تجهيزات الملاعب وخدماتها.
فنياً: لعبت هذا الموسم ١٨٢ مباراة لم ترتق معظمها لمستوى الوسط فجلها كان الأداء الفني فيها خجولاً إن لم نقل مخجلاً وأكبر دليل الشح الكبير بمعدل الأهداف حتى أن أحد الأسابيع وصل به شح الأهداف لثلاثة أهداف بسبع مباريات وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على فشل جميع الأندية بالشق الهجومي ومردود ذلك كون معظم الأندية تلعب بلا خطة ولا توجد لمسات المدرب الخبير على لعب هذه الأندية والخطة الأكثر شيوعاً (طجت لعبت) بينما يكتفي معظم المدربون بالصراخ والعويل على خط الملعب بعضهم يقف ساكناً بلا حراك لأنه لا يعلم ماذا يحدث بالملعب وبعضهم لا يكلف خاطره بأي حركة لأنه يعلم مسبقاً أن فريقه سيربح كما أخبرته إدارته قوية النفوذ سواء بقربها من جهابذة القرار الكروي أو بقوة نفوذها المالية فالروائح الكريهة التي انطلقت بأكثر من مباراة وخاصة بالمراحل الأخيرة خير دليل على صحة كلامنا.
إدارياً: وهنا الطامة الكبرى فكانت التجاوزات بالجملة وقرارات فطاحل اتحادنا الكروي كانت أغلبها ذات مكيالين فكم من فريق ناله الظلم وكم من فريق حاباه اتحاد الكرة وحكامه فهل يعقل مثلاً أن يطرد مدرب أو لاعب من مباراة ويتابعها عن الخط أمام مرأى ومسمع أصحاب القرار الكروي ويمر المشهد دون أي عقاب.
أما الأنكى من ذلك هو غض اتحاد الكرة نظره عن خروج جمهور بعض الأندية عن آداب الملاعب بينما ينصب جام غضب اتحاد الكرة على جمهور تشرين مثلاً ويعاقب بمبلغ يقارب الخمسة ملايين ليرة إذا ما جمعت كل عقوباته بالدوري الحالي وبمشهد غريب، فبدل أن يكافأ هذا الجمهور العظيم الذي أعاد الضجيج والجمال للملاعب السورية وتحدث عنه الكبير قبل الصغير من متابعي الدوري تكون العقوبات الظالمة بأغلب المباريات بانتظاره.
وهل يعقل أن يصل مبلغ عقوبات أندية الساحل إلى ما يزيد عن عشرة ملايين من أصل مجمل عقوبات جميع الأندية والتي وصلت إلى ما يقارب ٢٠ مليون ليرة أي أن أندية الساحل الأربعة لوحدها دفعت (النصف) فهل هذا معقول سيما وأن الجميع يعلم ماذا قدم جمهور أندية فرق الساحل الأربعة من روعة وجمال لجميع المباريات التي كان أحد طرفيها فريق من فرق ( تشرين، حطين، جبلة، الساحل) .
أما الشق الأكثر إيلاماً هو الحالة المزرية لمعظم ملاعبنا لمحلية من حيث أرضية الملاعب التي تصلح لكل شيء إلا للعب كرة القدم وبعضها لا يصلح حتى لترويض الأحصنة ناهيك عن المرافق المخجلة بالملاعب سواء بالمشالح ودورات المياه الوسخة وصولاً لنقالات اللاعبين المضحكة وحتى حامليها من صبية هم بحاجة لمن يحملهم لا أن يحملوا لاعباً مصاباً يمكن أن يكون وزنه أثقل من وزنهم مجتمعين، أما لوحة التبديل فشاهدنا أشكالاً وألواناً مختلفة بكل مباراة حتى أن بعضها نال براءة اختراع عن جمالها وبعض المباريات احتاج الحكام لاستخدام أصابعهم والتلويح بها لأجراء التبديل أو الإعلان عن الوقت بدل الضائع…. والحديث يطول ويطول وبالآخر يطلقون عن دورينا دوري المحترفين أو الممتاز..

ثائر أسعد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار