الوحدة: 27-7- 2023
قبل أيام جنى طلابنا غلال تعبهم وجهدهم واجتهادهم، وحصد أهاليهم ثمار ما زرعوه من أتعاب نفسية ومادية أرهقت كاهلهم وأرّقت أيامهم.
طريق النجاح ليس معبّداً بالورود، هو طريقٌ تلفّه الإرادة ويكتنفه التصميم والإصرار، تغلّفه الأحلام والآمال، وتصقله العزيمة والمثابرة.. لا فرح يُضاهي فرح الناجح، فكيف إذا تكلل بالتفوق والتميز؟! متفوّقون لم يعرف الفشل أو التراجع طريقاً إليهم، دأبوا على حصد المرتبة الأولى في مراحلهم الدراسية كافة، واليوم توّجوا هذا الإصرار بنيلهم هذه الدرجات الممتازة. في اللقاءين الآتيين نضيء على متفوقَين طالت علاماتهما نجوم السماء علوّاً ورفعةً..
المتفوّق جعفر هيسم أشقر من اللاذقية – مدرسة الكميت بليدي، يصف لنا اللحظات الأولى لتلقيه خبر نجاحه قائلاً:
حصلت على العلامة التامة في الشهادة الثانوية – الفرع العلمي، في البداية وبوقت صدور النتيجة كان الإنترنت سيئاً ولم أستطع الحصول على النتيجة، ثم ساعدني أحد أصدقائي المتواجدين في منطقة جيدة الإنترنت وأخبرني بحصولي على العلامة التامة، ورغم توقعي هذه النتيجة لم أصدق أبداً، وبدأت بالبكاء أنا وكل عائلتي وكل من اتصل بي، كانت دموع الفرح الحقيقي، بشعور لا يمكنني وصفه، خليط بين الفرح والفخر والإنجاز، اتمناه لكل من تعب..
وعن أهم عوامل التفوق يقول جعفر: أهم شيء في موضوع عوامل التفوق هو تنظيم الوقت والدراسة بتركيز، أي التوفيق بين ساعات الدرس المركزة وساعات التسلية في البيت مع الأهل وخارج المنزل، وعدم الضغط كثيراً، وعدم الخوف، خاصة وأن الشهادة الثانوية أصبحت رعباً وهي بالعكس تماماً.
المهم كنت أنظم وقتي وأتسلى بقدر ما أدرس، بحيث أشحن طاقتي لساعات دراسة مركزة، والإعادة والمراجعة عاملان أساسيان فعندما تبني المعلومات بشكل صحيح والأساس يكون سليماً فعملية المراجعة تثمر بطريقة عظيمة.
أما النصيحة التي أقدمها للطلاب هي تنظيم الوقت ومهما تراكمت الدروس لا يستسلموا، ويضعوا هدفاً نصب أعينهم ويكملوا، ولابد للوقت ان يساعدهم ويسعفهم مهما قرب موعد الامتحان، مع مضاعفة الجهود.. وأنصحهم كذلك بعدم تحويل حياتهم إلى الدرس فقط، بل يتسلوا ويقضوا وقتهم مع العائلة والأصدقاء، فالصحة النفسية عامل مهم أيضاً.
وفي الختام وجه جعفر كلمة شكر كبيرة لأهله وأصدقائه بالمرتبة الأولى الذين ساندوه ودعموه وقت الزلزال المرعب الذي عشناه، ولأساتذته العظيمين الذين لم يتركوه لحظة منذ بداية العام الدراسي، ووثقوا به، مع فضلهم في التأسيس الجيد كي يصل إلى هدفه..
وتابع: أهدي نجاحي وتفوقي لوطني ولأهلي ولأساتذتي ومدرستي، وللسيد الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد راعيا التفوق وداعماه، ولكل شخص دعمني وكان بجانبي وشكراً للجميع.
وقفتنا الثانية كانت مع المتفوقة بروج غياث الحمود – مدرسة الكميت بليدي، التي حدثتنا عن نفسها بالقول:
بروج الحمود حاصلة على العلامة التامة في البكالوريا ٢٩٠/٢٩٠ وسبق أن حصلت على العلامة التامة بالتاسع ٣١٠/٣١٠.. فرحة النجاح شعور مختلف تماماً عن أي شعور آخر، لأني حصدت ثمرة تعب كبيرة على مدار سنين وأحسست بثقة أني استطعت أن أحقق ذاتي وأكون شخصيتي، وطبعاً هذا النجاح اكتمل بتضافر عوامل عدة وأولها الثقة بالنفس والأمل والإرادة الكبيرة.. نحن كجيل لدينا طموح ورغبة في تغيير الواقع، وأصبح التفوق بالنسبة لنا ليس مجرد كسب مكانة اجتماعية أو ثقافية معينة.. أصبح حاجة للفرح في ظل هذه الظروف الصعبة.. وتابعت:
أما النصيحة التي أقدمها للطلاب ألا يستسلموا أو يفكروا أن ثمة شيء مستحيل، صحيح ان البكالوريا صعبة وتحتاج تعباً وجهداً لكن بوجود المسؤولية والحافز لا شيء مستحيل، ولا يتذرعوا بالظروف وصعوبتها، بل يجعلوها حافزاً ودافعاً لهم ليتغلبوا عليها بنجاحهم.
أخيراً أوجه شكري لكل شخص دعمني.. لأهلي الذين وفروا لي كل الظروف المناسبة بعيداً عن التوتر الخارجي، ولأساتذتي عائلتي الثانية ووقفوا معي في كل اللحظات.
وأهدي تفوقي هذا للسيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد، اللذين كان تكريمهما لي واهتمامهما بالأوائل وبالجيل الصاعد عموماً من أهم الحوافز التي تولد مسؤولية كبيرة للسعي الدائم نحو التفوق والتميز .
ريم جبيلي