الوحدة: 25- 7- 2023
لا أعرف لماذا يصرّ الناس على تعطيل نشاطهم الثقافي كلما بدأت حرارة الصيف في الاقتراب من أجسادهم.
وهذا أمر غريب، فلا يوجد مجتمع يغلق مسام حركته مع تغيير المناخ، أو يتخلى عن الفعل الإيحابي إذا قلّ هبوب النسيم! ..
ومع ذلك يصح القول: إن حرارة الصيف تفسد المزاج العام للمرء وتجعله غير قادر على القراءة.
علينا التحايل على المناخ، وذلك من خلال تشجيع الناس على قراءة أعمال خفيفة تنسيهم الشمس ومصيدتها،ولعل (الرواية) أنسب الكتب التي يمكن الترويج لهاوفي فترة الصيف !..
لأنه من الصعب على الإنسان أن يستسلم للكسل والتأفف طوال أربعة شهور، لذا يسعى دوماً للتخفيف من كابوس الصيف بوسائل عديدة، ليس من بينها القراءة بكل أسف، فالذين يذهبون إلى الشواطئ لا يهتمون، إلا فيما ندر باصطحاب كتاب معهم يتصفحونه، وهم جالسون في مواجهة الموج والنسيم، والذين يلوذون بالحدائق العامة وظلال أشجارها لا يعبؤون بحمل أي كتاب معهم في الوقت الذي تضج حمولاتهم بالطعام والشراب.
إننا في حاجة ماسة إلى ردم الفجوة بين الإنسان العربي وبين القراءة ، حتى يمكن أن تخرج إلينا أجيال تفرح بالاطلاع على كتاب، وتعشق البحث عن المعرفة، وتتلهف إلى اصطياد المعلومة الجديدة.
فنحن في حاجة إلى تغيير جذري في معظم مجالات حياتنا وخاصة فيما يتعلّق بموضوع القراءة ..فهل تستطيع شمس الصيف اللاهبة أن تزيح سوء التخطيط والكسل الذي جعلنا لانقرأ، دعونا نحلم بأن يأتي الصيف المقبل وشعبنا أكثر لهفة على طلب المعرفة وأحرص على المطالعة والقراءة.
لمي معروف