أهميـــة الإعـــلام الثقـــافي ودوره في تحــــفيز جيل الشــــباب

العدد: 9352

الأربعاء: 22-5-2019

 

أثبتت الأزمة التي مرت بها سورية دور الإعلام الكبير، حيث لعب العدو على وتر الحرب الإعلامية ولكن الإعلام السوري وقف في وجهه وعمل على توضيح وإثبات الأكاذيب التي بثها الإعلام المعادي، ولكن هل يقتصر دور الإعلام على الحروب ماذا عن دوره الثقافي في نشر الوعي وفي إظهار من يستحق من الأدباء والشعراء، أيضاً قيام الإعلام بتغطية كافة النشاطات والفعاليات هو حافز لجيل الشباب على تقديم أفضل ما لديهم والسعي إلى مزيد من الثقافة والإبداع، عن دور الإعلام في المجال الثقافي التقت الوحدة العديد من الشعراء والأدباء وكان لنا الحوارات الآتية:
* مدير المركز الثقافي في بانياس الأستاذ خالد حيدر قال: من المؤكد بأن للأعلام دور وتأثير يتزايد باضطراد وعلى مختلف مناحي الحياة ومن المؤكد أيضاً بأن قيام الإعلام بتغطية النشاطات والأحداث عموماً هي من صلب عمله، والمهنية الحقيقية هي أن يعكس الإعلام الحقائق إلى حدود قصوى وبإيجابية بعيداً عن التأثيرات المختلفة أيّا كانت فالأنشطة (على تنوعها) يجب أن تصل إلى جمهور الإعلام لتشكل قيمة مضافة له و لتساهم بدور (تثقيفي)، ويكون لها تأثير على الوعي نمواً تصاعدياً وهنا على الإعلام أن يبتعد عن التلميع للأشخاص والتركيز على الأنشطة كمنتج (ثقافي – اقتصادي – رياضي … الخ) وإن فعل سقط في مطب مخاطره الكبيرة وهي فقدان الثقة تدريجياً، وأضاف: تشكل التغطية الإعلامية حافزاً وحافزاً هاماً فمن يقوم بالنشاط بكل أشكاله يتطلع من ما يتطلع إليه هو الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور وهذا يحقق لديه أمرين: معرفة ردّ الفعل وتأثير ما قام به من أنشطة والأمر الآخر وهو من خلال ما يقدمه الجمهور للقائم بالنشاط من ردود وانتقادات وتقويم وهذا يؤثر إيجابياً من خلال تقديم الأفكار التي تدفع القائم بالنشاط للتصويب وإعادة النظر والمراجعات، ونوه أنه يجب على الإعلامي أن يبتعد عن الرتابة والتكرار وأن يكون خلّاقاً في صياغة أخباره وتغطياته ويعتمد على الصورة والتشويق كما يجب أن يبتعد عن عقلية موظف المكتب وأن يؤسس دوماً للثقة ويكون هدفه الخبر الموضوعي متفادياً الشخصنة لأن الفرد على أهميته الكبيرة هو جزء من فريق وليس هو الفريق، مع احترام المهنة وقواعدها والحرص كل الحرص على إتاحة فرصة الرد و الانتقاد.
فيما قالت سميا صالح إن وسائل الإعلام -باختلاف أشكالها- يفترض أن تظهر الأثر الإيجابي للثقافة بالعمل على تسهيل إنتاجها ونشرها بالوسائل المتخصصة في (الإعلام الثقافي)، حيث يعتبر المحتوى الإعلامي المكتوب من أهم السبل لتقديم ثقافة إيجابية إلى المجتمعات الأخرى تسهم في تحسين الصورة المغلوطة، وتغيير القناعات والأحكام المسبقة.
وبدوره الشاعر منهل غانم قال باختصار الإعلام مرآة لنقل الواقع الذي نعيشه أياً كان تكون هذه المرآة صقيلة شفافة تعكس صورة الواقع بقدر شفافية وصدق الإعلامي القائم على نقل الصورة وهنا بيت القصيد أدبياً: الإعلام منبر صادق لإيصال الكلمة.
وأكد يوسف خليل أن المطلوب هو ما أسميه بالجرأة الإيجابية وذلك ضمن حدود أمن وحدود ومحبة سوريا، لأن سورية اليوم أحوج ما تكون إلى أبنائها لإعادة البناء كما نبني الكلمة بجانب الكلمة لنعطي نصا جميلاً، وبصراحة لو لم يكن الإعلام ناجحاً لما صمد أمام أكثر من مئة دولة معادية وذلك ضمن إمكانياته المتواضعة المعروفة مع الأسف وهذا يحسب له وأقصد الإعلام المقاوم، وما زلنا ننشد الأفضل، أيضاً استغلال مناسباتنا الوطنية والاجتماعية وتحويلها إلى مهرجانات القصد منها تفعيل كل إمكانياتنا الشبابية الموهوبة في المسرح والغناء والتمثيل والرياضة والتراث والفلكلور وغيرها على ألا يكون هناك دور للفتاوى بين الحلال والحرام والفتوى هنا هي للثقافة والعلم والوعي والحضارة والحرية والانفتاح إلى العالم المتحضر كفانا تخلفاً منذ مئات السنين وقد ذقنا مرارته ومازلنا وخاصة خلال أزمتنا الراهن، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا ضمن دولة علمانية مدنية لكل أبنائها فالجنة هنا هي سورية ولكل أبنائها ولنأكل من تفاحها، أخيراً تبادل النشاطات بين جميع المراكز الثقافية على مستوى القطر وربما في الخارج.
وأكد اسماعيل عمار أن الإعلام هو الأداة الفعالة في الحياة العصرية، وذلك لعدة عوامل منها ثقافية، اجتماعية، سياسية، وحربية، وكلنا يعلم كم لعب الإعلام المعادي في بداية الحرب على وطننا من أدوار سلبية وعلى الرغم من أنني لا أريد الخوض في تفاصيل ذلك ولكن لنلاحظ الكم الهائل من المحطات الدينية والإباحية وكلاهما وجهان لعملة واحدة لتخريب عقول واتجاهات الإنسان العربي وحرفه عن التقدم العلمي والتطور الأخلاقي، نعم هناك نشاط في تغطية الندوات والحوارات والملتقيات الثقافية، وهذا العمل هو حافز جيد، وإتقان رائع للالتصاق بالثقافة.وقالت زينب أبو غبرة للإعلام دور أساسي في إيصال رسالة الأديب وما يعنيه وإسقاط الضوء على بقعة من حياته ومسيرته ومساعدته على تقديم نفسه للمجتمع، كما أن تغطية النشاطات تشجع الشباب على المبادرة والمشاركة في مثل هذه النشاطات خصوصاً عندما نرى اهتمام الإعلام بنا وبما نقدمه.
كذلك ميرنا عيسى قالت من الضروري تغطية النشاطات على اختلاف أشكالها إعلامياً فالأعلام هو المحفز لتقديم الصورة الأفضل.
ومي عثمان قالت دور وسائل الإعلام ضروري جداً ونافع و برأيي الشخصي يفضل في هذه المرحلة التركيز على الإيجابيات لأن المجتمع بحاجة لجرعات مكثفة من الأمل.
فيما قالت نسرين اسماعيل بالتأكيد للإعلام دور كبير لتعزيز قاعدة الإبداع وإيصاله لمستويات أكبر خصوصا أن سوريا رغم الظروف العصيبة التي مرت بها ظل القلم كما الرصاص سلاح بوجه أعداء الثقافة لكن نتمنى توسيع أكبر وخاصة للإبداع الشبابي من خلال تسليط الضوء على أنشطتهم، فهناك تقصير ببعض وسائل الإعلام، ونتمنى تخصيص زوايا اعلامية مكتوبة او مرئية لصقل تلك الفئة، أخيراً تحية لسورية شعباً وقائداً.
واختصر متعب فرح الإجابة بقوله الإعلام سيف ذو حدين. ورأى سعيد الشنور أن الموضوع يحمل أوتاراً عديدة يمكننا العزف عليها، لكن من حيث الإفادة طبعاً لابد للإعلام من تغطية النشاطات الثقافية عامةً والشبابية خاصةً وتسليط الضوء على المتميز منها وإتاحة الفرصة المناسبة لها، أما من حيث دور الإعلام من المهم تقديم المادة بشكل يشد القراء وبمكان بارز من جانب دور الإعلام فيمكن تحفيز الكتاب والمثقفين عبر مسابقات وامسيات ترعاها وزارة الثقافة، على الرغم من أن زمننا الآن زمن البحث عن رغيف الخبز وحل الأزمات المتتالية وهي تؤثر سلباً علي الحركة الثقافية.
أخيراً أوضح الدكتور والشاعر طارق حمزة أن الإعلام الموضوعي أمر لا بد منه للأديب حيث يذهب جهده هباء منثوراً بدون المادة الإعلامية وأقول الموضوعي أي الذي يعطي كل ذي حق حقه و يبرز الغث من الثمين، فكم رفع قدر من لا يستحق وكم بقي من يستحق مغموراً، و لكن في العموم الإعلام الثقافي الموضوعي أمر لا بد منه للأدب والأدباء، وأخيراً أشهد أن لجريدة الوحدة جهود كبيرة في هذا المجال.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار