على طــــــــريق إعــــادة الإعمـــــار «10»… الزراعــــــة النظيفــــة شــــعــــار وهــدف مـن أجـــل المنتــج والمســتهـلك

العـــــدد 9351

الثلاثـــــــاء 21 أيار 2019

 

مركز البحوث العلمية الزراعية هو مركز بحثي بامتياز يتبع للهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية – مقرها دمشق، أحدثت رسمياً عام 2001 بقرار من السيد الرئيس د. بشار الأسد بمرسوم رئاسي 42، تتبع للهيئة مراكز بحثية في مختلف محافظات القطر ومنها مركز البحوث العلمية الزراعية في اللاذقية.
ماذا عن مركز البحوث العلمية الزراعية وما هو الدور الذي يقوم به على صعيد الأبحاث العلمية؟ وماذا يقدم للمزارع والمزروعات في الساحل السوري؟ ثم ما حقيقة ما يشاع عن إعطاء هرمونات أو مادة كيميائية للمزروعات للحصول على إنتاج وفير؟ ما هو دور الوحدات الارشادية وماذا تقدم للمزارع؟
في ملف اليوم سنبحث إجابات على هذه الأسئلة وغيرها بداية توجهنا إلى مركز البحوث العلمية الزراعية والتقينا مدير المركز الدكتور محمد سلهب الذي قال:

عملنا بحثي بامتياز، يتم تعريف أبحاثنا انطلاقاً من مشاكل القطاع الزراعي، كل بحث يقوم على نقاط أساسية:
* إشكالية البحث
* الهدف من البحث
* استراتيجية العمل
* نتيجة أو تقنية
* امكانية تعميم و تطبيق هذه التقنية أو النتيجة على أرض الواقع بما يخدم حل الإشكالية التي انطلقنا منها.
يستدل على إشكاليات واقع القطاع الزراعي من خلال الاحتكاك المباشر مع المزارعين والمربين أو عن طريق التواصل مع دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في المحافظة.
يتم تعريف الأبحاث ضمن خطة علمية بحثية سنوية باختصاصات مختلفة، ترفع إلى الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية حيث تتم المصادقة عليها.
يتم تنفيذ الخطة البحثية من قبل فرق بحثية متخصصة (كل فريق بحثي ينفذ أبحاثه وفق جدول زمني محدد).
يتم تنفيذ الأبحاث في مركز البحوث العلمية الزراعية في اللاذقية من قبل باحثين (حملة شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية) ومساعدين باحثين (حملة شهادة الماجستير) وفنيين ( مهندسين زراعيين، مخبريين، مراقبين وعمال زراعيين).
يتم نقل النتيجة أو التقنية المتحصل عليها إلى الفنيين والمزارعين والمربين من خلال أنشطة علمية مختلفة (نشرات علمية، ندوات، ورشات عمل، دورات تدريبية، أيام حقلية) بمشاركة دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية الزراعة والجامعات والهيئات العلمية المختصة).
تشمل الخطة البحثية السنوية أيضاً على أبحاث طلبة الماجستير والدكتوراه، يتم تنفيذها بالتنسيق والتعاون المشترك ما بين باحثي المركز وأساتذة الجامعات والهيئات البحثية الأخرى في مختلف جامعات القطر.
يضم المركز دوائر وشعباً بحثية متخصصة:
* دائرة وقاية النبات
* دائرة الموارد الطبيعية
* دائرة البستنة
* دائرة المحاصيل الحقلية
* دائرة الثروة الحيوانية
* دائرة الدراسات الاقتصادية
* شعبة التقانات الحيوية
* شعبة الأصول الوراثية
* شعبة تكنولوجيا الأغذية
* شعبة نقل التقانة
* شعبة التأهيل والتدريب
إضافة إلى الدائرة الادارية ودائرة الشؤون الفنية، كما يتبع للمركز خمس محطات و3 مواقع بحثية:
* محطة بحوث كسب: وهي محطة متخصصة بأبحاث التفاحيات واللوزيات والكرمة والنباتات الطبية والعطرية، بمساحة مستثمرة حوالي 150 دونماً، ارتفاع 650 م عن سطح البحر.
* محطة بحوث ستخيرس: محطة متخصصة بأبحاث الري (طرق الري وتقنياته) ودراسة الاحتياجات المائية والري التسميدي وحصاد المياه، يتبع للمحطة موقعان بحثيان (موقع دبا وموقع الصمنديل المتخصص بأبحاث حصاد المياه).
* محطة الهنادي: محطة متخصصة بتحليل العناصر الكبرى والصغرى في الترب والنباتات والمياه والأسمدة، تنفذ فيها أبحاث عديدة ونشاطات ودورات تدريبية تتعلق بالطرق المثلى لأخذ عينات التربة وتحليلها في المخبر).
* محطة الصنوبر: محطة متخصصة بالزراعات المحمية والزراعات الحقلية المكشوفة.
* محطة سيانو: محطة متخصصة بأبحاث الحمضيات (أصول وأصناف)، ويتم تنفيذ أبحاث عديدة في مختلف الاختصاصات.

إدارة متكاملة للآفات
يتم حالياً تطبيق برنامج إدارة التربة والمياه والإدارة المتكاملة للآفات على الأشجار المثمرة ( زيتون، حمضيات، تفاح، دراق، كرمة، تين الكاكي، …) بهدف تحقيق منتج جيد كماً ونوعاً بأقل التكاليف مع الحفاظ على سلامة البيئة والإنسان وتحقيق مبدأ التنمية المستدامة في خطوة على طريق الزراعة البيئية من خلال تطبيق التقنيات الحديثة: (الزراعة الحافظة، الزراعة العضوية، اختيار الأصل البري البذري والصنف الملائم ذات المواصفات النوعية والكمية الجيدة، التحضير العلمي للأرض قبل الزراعة، الري بالتنقيط، الري التكميلي، التسميد العضوي، التسميد الأخضر، التسميد بالكومبوست الناتج عن مخلفات التفاح، المصائد الفرمونية، التكليس واستخدام المركبات النحاسية…) والتي تنعكس إيجاباً على نمو وإنتاجية النبات.
ففي ظل التغيرات المناخية الحاصلة وتدهور خواص التربة وتعرضها المستمر للانجراف المائي الناتج عن عمليات الحراثة المتكررة في ظروف الهطولات المطرية الغزيرة ونمو الأعشاب الكثيفة على مدار العام تم تطبيق تقنية الزراعة الحافظة وفق نظم متنوعة على بساتين الأشجار المثمرة (تفاح، دراق، كرمة، نباتات طبية وعطرية….) للحد من هذه المشكلات، حيث لوحظ بعد أربعة مواسم زراعية تفوق معاملات الزراعة الحافظة والري التكميلي بشكل معنوي على معاملات الزراعة التقليدية..
ويتم حالياً في محطة بحوث كسب (بإشراف رئيس المحطة م. رأفت البهلول والكادر البحثي المختص) تطبيق تقنية الري بالتنقيط (GR – منقطات خارجية) على الأشجار المثمرة والري التكميلي على التفاح من أجل رفع كفاءة استخدام المياه وحل مشكلة الإجهاد المائي في الظروف المناخية لكسب خلال شهري تموز وآب تحديداً إضافة إلى تطبيق برنامج الري التسميدي (الآزوتي والبوتاسي) لرفع كفاءة استخدام الأسمدة المعدنية والحد من هدرها في ظل عدم توفرها وارتفاع أسعارها بالإضافة إلى الحد من تلوث المياه الجوفية بعنصر النتريت السام.
الجدير بالذكر يتم حالياً صناعة الكومبوست من مخلفات التقليم ومخلفات الخل وثمار التفاح المتساقطة قبل موعد نضها لاستخدامه في تسميد البساتين المزروعة لتحقيق مبدأ إعادة تدوير المخلفات النباتية حيث تم تسميد حوالي 4000 غرسة من الكومبوست المنتج.
ويستمر إجراء دراسات وأبحاث على أصول وأصناف التفاح والكرمة حيث تم إنشاء مجمع الوراثي لأصناف الدراق الإيطالية وحقل لأصول الكرمة، حيث لوحظ تفوق أصناف التفاح (جوبوليه، جرسي ماك، أنا، رويال غالا، إيرلي غولد، ويلثي دبل ريد…) على أصناف التفاح الأخرى وصنف الكرمة (الفونس لافليه) على أصناف الكرمة الأخرى أيضاً من حيث مقاومتها للأمراض والمواصفات الإنتاجية فهي متوافقة بيئياً مع المنطقة الساحلية ومنطقة كسب تحديداً..
كما تم إنشاء مجمع وراثي للنباتات الطبية والعطرية والتزينية (الزعتر البري، العجرم، اللافندر، الميرمية، السماق، الغار، الآس، إكليل الجبل، الزنجبيل، السوسن…) وتم إدخال الوردة الدمشقية من منطقة القلمون إلى كسب لإجراء الأبحاث اللازمة.
خبرات محلية في إنتاج الحرير
أيضاً لدينا دراسات تخص تربية دودة القز وإنتاج الحرير في مقر المركز، حيث تعد سورية من الدول العريقة في مجال تربية دودة القز وصناعة الحرير، فقد عرفت هذه التربية والصناعة منذ القرن الأول للميلاد، ولكنها تعرضت لتراجع كبير في العقود الماضية، على الرغم من توفر مقومات التربية والإنتاج والخبرات المحلية في هذا المجال، ويعود سبب هذا التراجع إلى اعتماد أساليب تربية تقليدية، واستبدال أشجار التوت، بأشجار أخرى، مما أدى إلى تدهور وضياع سلالة دودة الحرير المحلية المتأقلمة مع الظروف البيئة السائدة في سورية، وتتوجه جهود وزارة الزراعة حالياً لإحياء تربية دودة القز، وزراعة أصناف جديدة من أشجار التوت مناسبة لتربية الدودة، وذلك لأسباب ومبررات عديدة (بيئة واقتصادية)، حيث تعتبر تربية دودة الحرير من أنظف النشاطات الزراعية من الناحية البيئية، وهي تسهم في تحسين دخل المزارع، ونظراً لضرورة تطوير طرائق التربية في سورية والحاجة إلى إنتاج كميات كافية من بيوض دودة القز ذات نوعية جيدة، وخالية من الأمراض، فقد توجهت جهود الباحثين المختصين لدينا بإشراف الدكتورة عطية عرب والمهندسة إيمان عكاشة، للعمل على دراسة المواصفات الكمية والنوعية لهجين دودة القز Bombyx mori L. المنتشر في الساحل السوري، بهدف تحسينه بطريقة الانتخاب العائلي وإنتاج سلالات من دودة القز ذات مواصفات إنتاجية جيدة ومتأقلمة مع البيئة، ومن ثم التهجين بين السلالات المنتجة والسلالات الأوربية للحصول قوة الهجين وزيادة إنتاج الحرير وتحسين نوعيته، وكذلك تحسين نوعية النظام الغذائي لدودة القز، عن طريق إضافة المكملات الغذائية من مستخلصات النباتات والأعشاب المتوفرة في البيئة السورية لزيادة كفاءة التغذية وتحسين إنتاجية الحشرة من الحرير كماً ونوعاً، بالإضافة لدراسة الآفات التي تصيب دودة القز، ووضع برنامج المكافحة المناسبة لها.
تقييم الواقع الحراجي
هناك أبحاث أخرى يتم تنفيذها في دائرة الموارد الطبيعية (بإشراف د.عمار عباس رئيس الدائرة مع الكادر المختص) حول تقييم الواقع الحراجي البيئي للمقاسم الحراجية المحروقة وإعادة تأهيلها باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية لتنفيذ حالة دراسية قابلة للتعميم للتقييم الحراجي البيئي للواقع الراهن لمسقط مياه بللوران بما يشكله من وحدة حرجية، بهدف إعداد قواعد بيانات ديناميكية تعطي صورة عامة عن هذا المسقط بما يسمح بوضع خطط متكاملة للإدارة المستدامة للموارد الطبيعية في إعادة تأهيل المواقع المتضررة بالحرائق، ينفذ هذا البحث بالتعاون مع الهيئة العامة للاستشعار عن بعد.
ويتم تنفيذ العديد من الأبحاث في محطة بحوث ستخيرس (بغشراف رئيس المحطة د. ربيع زينة و الكادر البحثي المختص) بالاشتراك مع كلية الزراعة في مجال علوم التربة والمياه.
أهم هذه الأبحاث: تأثير التسميد بعنصر البوتاسيوم مع مياه الري على نمو وإنتاج نبات الذرة الصفراء (ضمن برنامج الري التسميدي لبعض المحاصيل في المنطقة الساحلية)، حيث لوحظ أن معاملات الري التسميدي بالبوتاسيوم قد زادت من قيم النمو والإنتاج لنبات الذرة الصفراء، حيث تم الحصول على أعلى متوسط طول عرنوس (20.92 سم)، ومتوسط قطر العرنوس ( 4.37 سم) ومتوسط وزن الألف حبة ( 157.8 غ)، في حين كانت قيمة محتوى الأوراق من البوتاسيوم (2.94 % ) كمادة جافة.
أيضاً هناك أبحاث عديدة تنفذ في محطة بحوث الهنادي (بإشراف د. مازن أشرم رئيس المحطة و الكادر البحثي المختص) حيث يتم تحليل عينات ترب كيميائياً وميكانيكياً لأبحاث عديدة، فهناك أبحاث خاصة بدراسة تأثير التسميد العضوي والمعدني والحيوي في حركية وانغسال الفوسفور والبوتاسيوم والآزوت إلى الأفاق تحت السطحية لترب مختلفة وتطبيقها على الذرة الصفراء مخبرياً، وأبحاث أخرى تتعلق بدراسة تأثير الأسمدة المعدنية على تراكم العناصر الثقيلة في التربة والنبات وغيرها من الأبحاث.
وعن الحمضيات
أبحاث عديدة خاصة بالحمضيات تنفذ في محطة بحوث سيانو (بإشراف د. رفيق عبود رئيس المحطة و د. علي الخطيب و الكادر البحثي المختص) حول دراسة تأثير أصول مختلفة من الحمضيات في مواصفات النمو والإنتاج لأصناف مختلفة (برتقال- كلمنتين- ساتزوما)، ودراسات أخرى تتعلق بالوضع الراهن للحشرات القشرية التي تصيب الحمضيات وأعدائها الحيوية في الساحل السوري حيث أظهرت النتائج الأولية تواجد ثلاثة أنواع من الحشرات القشرية المدرعة هي: الحشرة القشرية الحمراء Aondiella aurantii والحشرة القشرية المحارية Lepidosaphes beckii والحشرة القشرية الكأسية Comstoch Parlatoria Pergandii فضلاً عن أبحاث أخرى تنفذ في محطة بحوث الصنوبر (بإشراف م. لينا عدرا والكوادر البحثية المختصة) حول دراسة تأثير التسميد العضوي في نمو وإنتاج نبات البقدونس Petroselinum crispzz. وأيضاً في نمو وإنتاج الزعتر الشائع Thymus vulgarisومحتواه من الزيت، إضافة الى توصيف وتقييم بعض عشائر الباذنجان المنتشرة في الزراعة المحلية وانتخاب الطرز المتفوقة منها، ودراسة الآفات الحشرية التي تصيب القرطم Carthamus tinctorius وأعدائها الطبيعية، وأبحاث أخرى عديدة.
وقاية
أما في مجال أبحاث وقاية النبات، هناك العديد من الأبحاث الخاصة بأمراض النبات الفطرية والبكتيرية والفيروسية على مختلف المحاصيل.
على سبيل المثال تم تعريف بعض عزلات فيروس تدهور الحمضيات (الترستيزا) في سورية باستخدام بعض النباتات الدالة والحشرات الناقلة، بإشراف د. إنصاف عاقل مع الكادر البحثي المختص) وهناك أيضاً أبحاث خاصة بالنيماتودا تنفذ بإشراف د. مازن البودي (رئيس دائرة الوقاية) مع الكادر المختص في الدائرة، كدراسة تأثير عوامل المكافحة الإحيائية (الفطرية – البكتيرية) في تثبيط نشاط نيماتودا العقد الجذريةMeloidogyne spp على البندورة تحت ظروف المخبر والحقل)، فضلاً عن أبحاث الأعشاب الضارة والأكاروسات وأبحاث اختبارات المبيدات إزاء أمراض الخضار والأشجار المثمرة.
في الجانب الحيواني
أما فيما يتعلق بأبحاث الشق الحيواني فهي عديدة تتركز وفق محورين أساسيين: دواجن ومجترات، هناك أبحاث خاصة بالتغذية تنفذ بإشراف د.مهند منى (رئيس دائرة الثروة الحيوانية مع الكادر البحثي المختص في الدائرة، كدراسة تأثير استخدام محفزات النمو في عليقة الفروج على بعض المؤشرات الإنتاجية) حيث لوحظ أن استخدام محفز النمو الحيوي Emotic بكمية 1كغ/طن علف كان له تأثير إيجابي على الأداء الإنتاجي للفروج، كما أنه لدينا أبحاث تتعلق بدراسة استخدام ثمار الحمضيات المتساقطة في تغذية الأبقار بعملية سيلجة مع قشور الفول السوداني واليوريا حيث لوحظ بتجربة الاستساغة استساغة السيلاج بشكل جيد من قبل الأبقار.
وهناك أبحاث أخرى تتعلق باستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في إنتاج المحاصيل العلفية، ودراسات جزيئيىة قيد التنفيذ لسلالة الجاموس السوري الموجود في الغاب، ودراسات جزيئية أخرى لعترات مختلفة من مسببات مرضية تصيب الدواجن والمجترات.

ربا صقر- حليم قاسم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار