وقال البحر ..غرقٌ… وهذا البحرّ الذي لا يشبع!

الوحدة 24-6-2023

لا أحد ينشدُ الغربة إلا من ضاق به الوطن، ولا أحد يركب الخطر لو أنّه وجد أي طريق آخر، وبالتالي فإنّ من اضطر إلى السفر بطريقة غير شرعية، وتنكّرت له الطريق، فالتهمه البحر، هو شهيد إنسانية، شهيد حاجة يبحث عن إيجادها من أجله، ومن أجل (كوم لحم) ينتظر تحويلاته إليه بأي عملة من عملات الدنيا! حتى المنصّات الالكترونية لا تطيق تزاحمنا، وجواز سفر قد يكلفك أضعافاً مضاعفة إن كنتَ تقيم للوقت أي قيمة! اكتب وصيّتكَ هنا، على جذع سنديانة بعيد عن نار التفحيم، وعن منشار الاحتطاب، اكتبها بالخطّ الرقعيّ، أو الكوفيّ.. لا يهمّ، المهمّ احسب حسابك أنّك لن تستطيع العودة لشرح مفرداتها، ولا أحد سيشغل وقته بتفسير مضمونها، فكن مباشراً في وجعك، في حلمك، وفي اتجاه حروفك! لن يتذكّرك الناس كثيراً، فأنت مسافر بلا قيمة، ولا تستحق حتى تلويحة وداع عند الشاطئ، وحدها أسماك القرش تهتمّ بأخبار رحيلك! إنّ حطّ بك حظّك السعيد على شاطئ آخر، تذكّر دمعة أمّك التي خبّأتها خشية أن يُفتضح أمرك، لا ترسل لها المناديل، فهي لا تريد لدمعها أن يجفّ، فقط حاول أن تختصر غربتك، وأن تربت على تربة قبرها إن لم تجدها بانتظارك حين عودتك، فهي الوطن الوحيد الذي يحتضن دقّاته رغم الفقر!

غانم محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار