على طــــــــريق إعــــادة الإعمـــــار «9».. الأحزاب السياسية وأكثر من دور لإعمـــــــار البشـــــر والحـــــجر «2من 2»
العـــــدد 9350
الإثنـــــين 20 أيار 2019
مع اقتراب ساعة الحسم واتضاح تباشير النصر على قوى الشر والإرهاب التي حاولت النيل من وطننا بشراً وحجراً خدمة لمشاريع الهيمنة والاستعمار وربيبتهم إسرائيل، ومع كل انتصار يصوغه رجال جيشنا العربي السوري بتضحياتهم ودمائهم الغالية التي روت تراب الوطن في هذه المعركة التي بتنا نعيش، مع ربع الساعة الأخيرة منها إيذاناً بإعلان الانتصار التاريخي الذي يقوده السيد الرئيس بشار الأسد بكل قوة واقتدار.
مع هذه الحقائق كلها فإن شعبنا سيكون أمام استحقاق آخر لا يقل أهمية عن الأول لا سيما وأنه يتعلق بإزالة الآثار التي تركتها حرب شذاذ الآفاق على بنانا التحتية والخدمية من دمار وتخريب وكل ذلك ضمن مساعي من قاد هذه الحرب لإنهاك سورية الوطن وإيقاف عجلة تنميته وتطوره التي قطعت أشواطاً هامة بوّأت سورية مكانة سياسية واقتصادية مهمة على الخارطة الدولية في مختلف المجالات.
وعلى الرغم من أهمية وصعوبة هذه المهمة ولا سيما إذا ما أخذنا الجانب المادي بالاعتبار وحجم الدمار الذي خلفه الإرهاب على منشآتنا وبنانا التحتية والخدمية فإن المهمة الأهم التي تبدو بحاجة إلى إنجاز هي إعادة بناء العقل السوري ولا سيما بعد هذه الحرب الضروس التي استهدفت كيانه وعقله ووطنه والتي استخدمت فيها وإلى جانب أحدث الأسلحة الفتّاكة قوى ووسائل إعلامية دولية حاولت وعلى مدى سنوات الأزمة تفكيك مكونات النسيج الاجتماعي السوري والتأثير فيها بغية فصم عرى الوحدة الوطنية السورية التي كانت دائماً هي السلاح الأمضى في مواجهة كل أشكال الاستهداف التي طالت سورية على مدى تاريخها الطويل وإذا كان هذا الاستهداف للمواطن السوري وعقله قد فشل كما فشل العدوان العسكري وذلك بفضل وعي الإنسان وتمسكه بوحدته وبحرية وطنه واستقلاله وسيادته فإن إعادة تأهيل الإنسان بعد هذه الحرب الكونية تبدو مهمة لا تقل أهمية عن بناء الحجر على اعتبار إن الإنسان هو الذي يبني وهو الذي يعمر.
ومع الإيمان بقدرة مواطننا على تجاوز عقابيل الأزمة وإزالة آثارها وذلك بفضل ما يمتلكه من حب لوطنه وانتماء له واستعداد للتضحية في سبيل عزته وكرامته فإن قوانا وأحزابنا السياسية التي تقوم بمهام تنظيم حراك جماهير شعبنا مدعوة اليوم وأكثر من أي وقت مضى لتعزيز دورها والارتقاء بمستوى عملها إلى مستوى التحدي الذي نواجهه وكل ذلك تحت لواء الوطن وخلف قيادة قائده السيد الرئيس بشار الأسد الذي يقود مسيرة الإعمار منذ انطلاقها بالتزامن مع انتصارات جيشنا العربي السوري كما يقود مسيرة النصر على الإرهاب وداعميه وكلنا ثقة بأن الإنسان السوري المستند على إرث حضاري طويل قادر على إنجاز المهمة والوصول بالوطن إلى المستوى الذي نطمح إليه جميعاً وطناً للحب والإخاء والازدهار.
وإذا كنا في الجزء الأول من ملفنا عن الأحزاب وإعادة الإعمار قد عرضنا لرؤى عدد من أحزابنا في موضوع إعادة الإعمار فإننا نعرض فيما يلي آراء عدد آخر من هذه الأحزاب في هذه المهمة الوطنية بامتياز والتي يسعى الجميع إلى خوض استحقاقاتها بكل أمانة ومسؤولية.
نعمان أصلان