مصلحة سورية فوق كل مصلحة… مرعي: بناء الإنســـــــــــــــان وإعادة تأهيله ثقافياً أهــــــم أولويات إعـــــــادة الإعمار
العـــــدد 9350
الإثنـــــين 20 أيار 2019
فريد مرعي منفذ عام الحزب القومي السوري الاجتماعي في اللاذقية تحدث عن الحزب ودوره في مرحلة إعادة الإعمار قائلاً:
تأسس الحزب السوري القومي الاجتماعي السوري عام 1932 من قبل أنطون سعادة كحزب وعى هموم الأمة ومشاكلها والكامنة في فقدان السيادة التي تبين وبعد الدراسة والبحث بأنها من أهم عوامل تراجع الأمة عن دورها التاريخي النهضوي حيث أتى تأسيس الحزب لإعادة نهضة الإنسان السوري المستمدة من قبل الزمن التاريخي ولبناء مستقبل يليق بسورية والسوريين حيث عمد مؤسس الحزب على وضع مبادئ الحزب الإصلاحية والإنسانية بحيث تنسجم مع رؤى وتطلعات وواقع المجتمع السوري وكل ذلك بهدف إعادة وحدة المجتمع التي عمل الاستعمار على تفتيتها منذ سايكس بيكو وحتى الآن فكانت العلمانية المتجاوزة للطوائف والأعراق والمعتمدة على المواطنة كأساس لنهضة المجتمع من أهم الأسس التي اعتمدها الحزب لتحقيق أهدافه وغاياته الكامنة في بعث نهضة قومية اجتماعية تعيد للإنسان السوري مكانته التي يحاول الغرب ومن والاه من أعراب طمس هويته لما تشكله هذه الهوية من علامة فارقة وفاعلة في ارتقاء الإنسان والمجتمع.
كما واعتبر مؤسس الحزب بأن وجود الكيان اليهودي المزروع في الجنوب السوري المحتل (فلسطين) هو الخطر الجاسم الذي يعمل ليل نهار على إكمال المشروع التوسعي لحلم توراتي لا أساس له من الصحة محذراً ومنذ العام 1948 من الدور الذي تلعبه بعض الدول العربية وعلى رأسها السعودية لضرب بنية المجتمع السوري بغية تسهيل المشروع الصهيوني في المنطقة منبهاً كذلك إلى الخطر التركي التوسعي الذي يطمح إلى إعادة بناء إمبراطوريته الاستعمارية.
وقد انطلق الحزب وضمن هذه الرؤية العامة التي وضعها مؤسسه لمواجهة كل تلك الأخطار معتمداً على مبدأ أساسي يقول بأن مصلحة سورية هي فوق كل مصلحة.
فريد مرعي
دور مجتمعي سياسي
وأما عن دور الحزب في المرحلة الماضية فإن الحزب السوري القومي الاجتماعي لعب في السنوات التي سبقت الحرب الإرهابية التي شنها أعداء الإنسانية على سورية دوراً مجتمعياً وسياسياً حيث سعى إلى بناء جيل عقائدي يعي حقيقته وهويته مساهماً بذلك في إنتاج عقلية تعمل من أجل خير الأمة وفلاحها وقد أثمر عمله في هذا الجانب وظهر ذلك واضحاً عندما بدأت خيوط المؤامرة التي حيكت من أجل ضرب الإنسان السوري وبنيته المجتمعية وقد تدرج عمل القوميين منذ بداية هذه المؤامرة بحسب الواقع والمراحل التي شهدتها المرحلة منذ بداية هذه المؤامرة بحسب الواقع والمراحل التي شهدتها المرحلة فلعب أعضاؤه دوراً توعوياً بين صفوف المواطنين نجحوا من خلاله في توضيح النقاط المغيبة عن عقول البعض عما يحاك وقد تطور هذا الدور مع تطور الأحداث وتسارعها ليتضمن إلى جانب الدور التوعوي الوقوف إلى جانب الدولة والجيش السوري في مقاومة المشروع الذي استهدف الدولة والمجتمع فكانت فصائل نسور الزوبعة مشاركة إلى جانب الجيش السوري وعلى كامل مساحة الأرض السورية في قتال التكفيريين الإرهابيين حيث قدم الحزب دون منة وفداء لسورية شعباً وأرضاً الشهداء والجرحى وذلك انطلاقاً من الإيمان بأن الذين استهدفوا سورية بحربهم إنما يعملون لصالح ما يسمى (إسرائيل) وإن الدور المنوط بهم هو استهداف الإنسان والعقل من أجل طمس الهوية الحقوقية لمجتمعنا وإخضاعه للقبول بالأمر الواقع والسماح للعابثين بمقدرات الشعوب لأن يتمددوا على حساب أصحاب الحق حيث لم ينسى القوميون الاجتماعيون يوماً بأنهم يعملون من أجل استعادة كافة الحقوق المغتصبة في فلسطين كما لواء اسكندرون وكيليكية وكل الأراضي السورية المحتلة.
الاستمرار فعل الحياة
وفي خضم المعارك التي كانت تدور والتي كان الحزب خلالها يخوض قتالاً مشرفاً تابع الحزب دوره الاجتماعي التثقيفي والسياسي العام حيث خاض انتخابات مجلس الشعب التي أفرزت نجاح 7 من أعضائه ككتلة تمثل الحزب وتعمل من أجل مصلحة سورية العليا وقد ترافق الحراك السياسي للحزب مع إقامة المهرجانات الثقافية والاجتماعية الهادفة إلى ترسيخ الوحدة الاجتماعية لتكون كرسائل موجهة إلى كل من يعتقد بأن سورية كمجتمع تقبل التقسيم حيث أن الحزب يؤكد بأن وحدة المجتمع هي شأن مرتبط بوجود الإنسان على هذه البقعة الجغرافية التي تميزت بمقدراتها ومقدرات العقول التي تستطيع بناءها وتفعيلها واستثمارها ولن يقف الحزب السوري القومي الاجتماعي عن أداء المهام المنوطة به لأن الاستمرار فعل حياة والحياة تليق بالسوريين كل السوريين.
الإنسان أولاً
وضمن السياق المذكور سابقاً فإن خطة الحزب لمرحلة إعادة الإعمار تؤكد بأن بناء الإنسان وتأهيله ثقافياً هي من أهم الأولويات التي تنطلق منها خطته لإعادة الإعمار باعتبار أن القوة الكامنة في العقل هي القوة البناءة الواعية التي يجب أن تمتلك المعرفة لتحديد الأهداف التي يرتقي من خلالها المجتمع فالحزب يعمل من أجل تفعيل الدور النهضوي للفرد في المجتمع كي يعم إبداعه خيراً على المجتمع بشكل عام وتعمل مؤسسة التربية والشباب في الحزب بشكل دائم ومستمر وكما كانت على هذا الشأن بكل جدية حيث أنها تنشط في المجال التربوي والثقافي منذ النشأة بغية خلق وعي مجتمعي يحمل أعباء الأمة ويعمل من أجل تحريرها كما ويعمل الحزب ومن خلال منتسبيه في الوطن وعبر الحدود (المغتربين) وضمن خطة إعادة الإعمار لإعادة بناء ما تهدم والتي وضعها الحزب معتمداً في ذلك على الإمكانيات الذاتية للقوميين الاجتماعيين ووضعها في تصرف خطة الحزب بغية تحويلها إلى عمل جمعي يثمر إيجاباً على المجتمع كما ويرى الحزب بأن إعادة الإعمار تحتاج أيضاً إلى إعادة تشريع قوانين جديدة تمنح الحياة سهولة في الحراك المنسجم مع النظام العام وكل ذلك في إطار الحفاظ على هيبة الدولة وقوتها حيث تعمل كتلة الحزب في مجلس الشعب وممثلي الحزب في الإدارة المحلية على تنفيذ هذه الخطط وكل ذلك بهدف تسريع إعادة الإعمار وتقديم كل ما أمكن من أفكار ورؤى إلى القيادات المعنية وكل ذلك من أجل تجسيد هذه الأفكار على الواقع العملي وبما يثمر نهضة عمرانية هدفها البشر والحجر.
علاقة حتمية لا جدلية
وأما عن قناعة الناس بالأحزاب فلا شك بأن التعددية السياسية والفكرية متاحة في المجتمع السوري لكونها ليست علاقة جدلية نشأت مع الأحزاب بل علاقة حتمية نشأت مع نشوء المجتمع السوري، فالتعددية الفكرية والثقافية في سورية هي تعددية بني عليها المجتمع السوري ولذلك فلا نرى بأن معاناة الأحزاب مع هذا المجتمع معاناة لا معرفية لهذه الأحزاب ومن هنا نرى بأن الإقبال على الفكر القومي الاجتماعي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة مرضٍ جداً وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على إصرار السوريين كل السوريين على نبذ كل ما يحاول أعداء سورية طمسه من حقائق ولعل ما يؤكد هذا القول هو انتشارنا كحزب قومي اجتماعي على كافة المناطق والأرياف والمدن وكونه يعمل في كل هذه المستجدات بكل ما يمليه عليه الواجب من أجل مصلحة سورية.
وأما عن قدرة الأحزاب على إعادة العمل السياسي إلى نضجه فإن الواقع الذي يحاول أعداؤنا فرضه علينا يتطلب منا جميعاً إعادة النظر في الوسائل والأدوات المستخدمة من أجل تفعيل الحياة السياسية لما لها من انعكاسات إيجابية على القرارات العامة التي تلبي طموحات المجتمع فلكل حقبة زمنية أحداث يجب على جميع الأحزاب ومنها حزبنا قراءتها بشكل معمق من أجل تطوير أدائها السياسي محافظة على ثوابتها المصلحية العامة وهذا الأمر الذي نستطيع تسميته استنهاض الجميع عبر الوسائل المتاحة من أجل بناء السياسات العامة التي تخدم المصالح العليا للدولة والمجتمع.