الوحدة : 5-6-2023
في رحلة إلى رياض الله، فوق أرض سورية، إلى جنة راضية مرضية.
من طرطوس انطلقنا، وصافيتا المبتغى..
الحضن الدافئ لأهلها، لزوارها، لكل من يمر بها.
لست ضيفاً.. فكل الأماكن ترحب بك ..
هكذا تشعر، من خلال النظرات، ومرورك بالباعة، بالمارة في الشوارع، بسكان البيوت في القرى حيث مررنا، وحيث ينظرون إليك بمحبة، وبكل اللطف..
السكينة تشعر أنك محاط بها، كما أهلها.
الهدوء، والأخضر النقي يسيطران، ويسموان، أشجار الزيتون التي تقف بتواضع، ورقي حيث اتجهت..
مثل جندي مجهول يقدم روحه بصمت..
شجر الدلبة الذي يبهر الناظر إليه ..
الشجر المعمر، الجميل، الممشوق القوام..
القوي، الأخضر يزين الطرقات حيث مررنا. أشجار هي “جنود الله على أرض الله”، كجنود سورية يخرجون من هذه الأرض الطيبة.
هم نسخة منها، وعنها ..
فعند كل بيت صورة معلقة على جدار لشهيد، وعند كل بيت شجرة يانعة.
أما نظرات الرضى، فحديث آخر.. حيث تخرج من الوجوه الطيبة، من القلوب المحبة.
هنا الجامع والكنيسة توءمان، وضيوف من كل مكان، هي صورة سورية النقية، الحضن الدافئ،سورية التي دفعت بأغلى ما تملك لتبقى حضناً يتسع لكل سوري، لكل إنسان يحترم الحياة، يقدسها.
في زيارتنا لدير القديس مار جاورجيوس رافقنا “أبونا” رجل الدين اللطيف المحب يحكي بلكنة حمصية محببة..
وددت ألا يسكت، وقد حدثنا عن الموقع تاريخاً، وحياة. وفوق جبل السيدة حيث الهواء العليل، هناك سمت النفوس حتى طالت الغيوم المتناثرة في السماء الزرقاء، هكذا كان شعورنا، وهكذا تشعر حين تجلس تحت شجرة جوز معمرة، وبجانب نصب لصليب المسيح المقدس..
لكن المحزن في رحلتنا نحن الصحفيين القادمين من طرطوس في رحلة لهذه الأماكن أننا لم نستطع التحليق فوق سطح برج صافيتا الأثري، وقد أكد العاملون فيه، والمشرفون عليه حاجته للترميم بسبب الزلزال الذي هز سورية منذ شهور خلت، وأن إغلاقه ضرورة، وخوفاً عليه، وعلى الزوار..
في الرحلة الجميلة..
كانت كل الأماكن التي زرنا تفتح أحضانها لاستقبالنا، لضحكاتنا، لفرحنا، لالتقاط الصور التذكارية التي تعيد لنا فيما بعد بعضاً من وقت عشناه..
ساعات من نهار الجمعة الفائت مرت بسرعة، وبفرح، ختمناها بالاستراحة في مطعم عند سد الباسل العظيم حيث الأفق يمتد، ويعبر النهر، والأفئدة التي تشاهد وتحس، وتعيش اللحظات الهادئة، والمشاهد الجميلة.
سعاد سليمان