الوحدة: ١٧-٥-٢٠٢٣
كان و ما زال الإبداع عصب الحضارة الإنسانية في كلّ زمان ومكان منذ فجر التاريخ.
هو أسّ رقي البشرية، وتطورها، والرافعة الوازنة التي ترتقي بالواقع وتختصر نحو المستقبل أشواطاً بعيدة.
و تبقى أسماء المبدعين مكتوبة على صدر صفحات التاريخ بأحرف من نور، حتى وإن غادروا عالمنا هذا، ومضت على رحيلهم سنوات بعيدة.
ولاريب في أن قسوة الغياب مريرة، وخسارتنا لهؤلاء لابد ستترك فراغاً كبيراً ربما لا يمكن أن يعوّض بسهولة ويسر.
اليوم وفي حضرة الغياب نقف على مشارف الحزن والأسى مودعين أحد المبدعين السوريين، و هو الراحل الكبير المخرج هشام شربتجي الذي وافته المنية تاركاً فراغاً كبيراً في عالمي الإخراج والفن من الصعب ملؤه، وهو الذي سطع نجمه في سماء الفن محلياً وعربياً عبر باقة مميزة من الأعمال الدرامية عبر فترة زمنية طويلة شهدت فيها سورية تطوراً رائداً على مستوى الساحة العربية، وكان للمخرج الراحل الأثر الهام والمؤثر خلالها، ومن أهم عوامل نهضتها..
ونذكر بعض أسماء تلك الأعمال الشهيرة:
مرايا – عيلة خمس نجوم – بطل من هذا الزمان – بقعة ضوء – رجال تحت الطربوش – أسرار المدينة. وقائمة طويلة من الأعمال التلفزيونية المتميزة والراسخة في ذاكرة المشاهد السوري والعربي.
غيّب الموت المخرج الكبير هشام شربتجي، ولكن إبداعه سيبقى طويلاً في سماء الفن، وستبقى أعماله حاضرة في الأذهان، لأن الإبداع خالد لا يموت، يترك اسم صاحبه محفوراً بشكل واضح وجليّ شفي كتب التاريخ.
رحم الله هشام شربتجي والعزاء لنا جميعاً بفقده.. سورية ولّادة دائماً بالمبدعين.
وأملنا بغدٍ دائم الإشراق.
نور محمّد حاتم
تصفح المزيد..