الوحدة 6-4-2023
لحظات قليلة كانت كفيلة بقلب الحياة رأساً على عقب وتبديل مسار الحياة المعتمد والمتبع في مختلف مناحي الحياة، فتداعيات زلزال ٦شباط وآثاره المدمرة طالت أغلب القطاعات سواء في المدينة أو الريف، ومن هذه القطاعات قطاع التربية فبعد أن أنهت اللجان المكلفة بالكشف على سلامة الأبنية المدرسية عملها تم الإعلان عن المدارس الآمنة والمؤهلة لعودة الدوام المدرسي والمدارس غير الآمنة،حيث أصدرت مديرية التربية قراراً بنقل طلاب المدارس غير الآمنة إلى أقرب مدرسة آمنة في منطقتهم فكان لمدارس قريتي ( الهنادي وفديو) كغيرهما من باقي القرى نصيبها من هذا التغيير، فهناك مدرستان في كل قرية من القريتين (ابتدائية وثانوية ) ترك الزلزال آثاره عليهما وبعد أن تم الكشف من قبل لجان السلامة، جاء تصنيف المدرسة الابتدائية في قرية الهنادي ( مدرسة الشهيد علي حسن بدور ) بأنها غير آمنة بينما أعلنت المدرسة الثانوية آمنة وتم نقل طلاب المدرسة الابتدائية إليها لتصبح بدوامين (صباحي ومسائي) الأمر الذي بدد نوعاً ما قلق الأهالي كون المدرسة موجودة ضمن القرية ولكن الخوف والقلق مازال موجوداً كون المدرسة الثانوية مرتفعة جداً وغير ملائمة للأطفال الصغار. بينما المعاناة الكبرى كانت في قرية فديو حيث تم إعلان المدرستين الابتدائية والثانوية غير آمنتين وتم نقل دوام الطلاب إلى قرى مجاورة، حيث تم نقل المدرسة الابتدائية إلى قرية القطرية في حين نقلت المدرسة الثانوية إلى قرية مزار القطرية، هذا الأمر أدى إلى توقف العملية التعليمية للمرحلة الابتدائية وحرمان المئات من طلاب القرية من متابعة تعليمهم بسبب امتناع الأهالي عن إرسال أولادهم إلى المدرسة التي نقلوا إليها لاعتبارات شتى منها البعد وصعوبة التنقل وعدم وجود المواصلات العامة التي تخدم هذه القرى، وأيضاً عدم وجود خط سير مباشر بينها، ناهيك عن الأعباء المادية الكبيرة التي قد يتحملها الأهالي في حال تأمين وسائط نقل خاصة تحل محل وسائط النقل العامة إذ تبلغ تكلفة نقل الطالب الواحد بحدها الأدنى (١٠٠٠٠ ل.س) وبحسبة بسيطة تبلغ تكلفة الطالب بالشهر الواحد (٢٠٠٠٠٠) ل.س فمن أين للأهالي أصحاب الدخل المحدود القدرة على دفع هذه المبالغ الطائلة سواء كان لديهم طالب أو أكثر في المدرسة، وهذا الحال أيضاً ينطبق على طلاب المدرسة الثانوية التي قل عدد الطلاب فيها، إذ لا يداوم فيها إلا ٦٠ طالباً فقط، وبحسب مصادر مطلعة من مدارس القرية أكدت أن هناك أكثر من لجنة أكدت أن مدرسة فديو آمنة ولكن إلى الآن لم يصدر القرار من التربية بالعودة إليها. وعن لسان الأهالي المقهورة على فقدان أولادها حقهم التعليمي نسأل: لماذا هذا الاستهتار وعدم المسؤولية في التعاطي مع هكذا وضع؟ وهل تمت دراسة قرار نقل الطلاب إلى مدارس أخرى بكافة جوانبه؟ ألا توجد حلول بديلة كي لا يحرم الطلاب من دراستهم؟ ألا تمتلك مدارسنا ساحات كبيرة وواسعة كان بالإمكان استغلالها كحل إسعافي؟ هذه الأسئلة نضعها برسم مديرية التربية.
هنادي عيسى