الوحدة : 17-3-2023
جورج الحاج المنسق والموثق والمؤرشف لذاكرة ثانوية جول جمال منذ تأسيسها في العام 1924. في سجلاته وأضابيره كانت تتراتب أسماء الطلاب الذين تعاقبوا على المدرسة، وأسماءُ الإداريين الذين أداروا العملية التربوية في (جول جمال)، ومَن كان ضمن الهيئات التدريسية، إضافة إلى أرشيف كبير لصور معظم الطلاب، وصور أخرى للإدارات والمدرسين. وقد استلم أمانة سر الثانوية لعقود من الزمن.
عن أول لقاء به يتذكر الأستاذ الفنان رشيد شخيص أنه حين أتى إلى الثانوية عام 1957 ليقوم بالتسجيل في الصف السابع استقبله الأستاذ الحاج بأبوّة وحنوّ وبكل لطف، وحين أتى أيضاً إلى الثانوية عام 1972 ولكن هذه المرة كمدرّس للغة العربية، أيضاً كان في استقباله أمين سر الثانوية الأستاذ جورج الحاج.
يضيف الفنان شخيص:
الأستاذ (الحاج) من أهم الإداريين في القطر، وفي كل الدورات التدريبية التي كانت تقيمها الوزارة لأمناء السر كان يأتي في المرتبة الأولى عن جدارة، حيث يُعتبر أمين السر محور المدرسة، وإليه يلجأ المدير في كل شاردة وواردة.
إلى ذلك كان ضليعاً باللغة العربية، ويتابع باهتمام معظمَ الندوات والمحاضرات والمعارض التي تقام في اللاذقية، كما كان كاتباً مميزاً للمقالات، وقد أغنى كتابَ (اليوبيل الذهبي لثانوية جول جمال) بالكثير من المقالات والوثائق الأرشيفية التي كان يحتفظ بها، ويحافظ عليها، بأناقة بالغة..
أيضاً كان يشارك الثانوية في الرحلات الاطلاعية التي كانت تقيمها بشكل دائم، مثلاً إلى سد الفرات، وتدمر، وبصرى الشام في توقيت مهرجانها، وقلعة حلب، وقلعة المرقب وسواها..
وقد آلمه جداً رحيلُ ابنته سامية، المدرّسةالشابة بمرض عضال، وحين كان يتذكرها تفيض عيناه وروحه بالدموع الأبوية الغالية..
أما الأستاذ الملحن زياد عجان فيتذكر أنه حين تقدم بطلب من إدارة ثانوية جول جمال للحصول على وثيقة تخص والدَه، تثبت أنه من طلاب الثانوية منذ العام 1924 كان الأستاذ جورج الحاج حاضراً، والوثيقة المطلوبة كانت جاهزة في الأرشيف النادر، الذي يصعب توافره في أي مدرسة من مدارس سورية، وحتى على مستوى مدارس الدول الأخرى.
نجلُه طبيب الأسنان سامي الحاج يشير إلى أن والده الراحل كان:
– محبًاً للقراءة الجادّة، وهو كان دائم التواجد بين الكتب و القلم و الورقة.
– كما كان عاطفيّاً جداً ،ودمعته حاضرة عند أي موقفٍ مؤثر أو حزين.
– وهو حسّاس جداً، ويتعاطف مع الجميع، و إن لم يعبّروا بشكل واضح.
– دقيق في برنامجه الحياتي، و ملتزم لأبعد حدّ في التزاماته.
– لطيفٌ ،أنيس، لبقٌ في انتقاء كلماته و في تصرفاته.
– وعندما كان يدرّس، أحبه طلابُه كثيراً و تعلّقوا به، و منهم من يذكره إلى الآن.
– حكيمٌ في تفكيره، و بعيد الرؤية في التخطيط.
– توفي عن عمر ناهز الأربعة و سبعين عاماً، في ٢٣ كانون أول ١٩٩٩.
جورج إبراهيم شويط