العـــــدد 9340
الثلاثـــــاء 30 نيســــان 2019
ليس للإنسان حياة إن لم يكن هناك أعز من الحياة لا يبالي بما يصيبه من أجله ويريح ضميره ويسعد قلبه إن ابتلى في سبيله، ومن هنا ينشأ المجتمع المتميز، ولهذا يجب على المرء أن يصلح نفسه أولاً ليصلح المجتمع.
* عندما يغضب البحر ويعلو هدير أمواجه غالباً ما يترافق مع خير السماء، غريبة هي الطبيعة بعض غضبها خيرٌ، لكن غضب الإنسان ترافقه الشرور.
* وعندما تبكي السماء يأتي الربيع بزهور تبهج النفس، لكن بكاء الإنسان يجلب الهموم ويفك سجن دمع العيون.
* عندما ترحل الغيوم يصبح الجو مشمساً ومقمراً، أما عندما يرحل من نحب تغيم القلوب ويغلب عليها الكدر.
* وعندما يصاب المرء بمكروه يقف مناجياً خالقه طالباً العون، أما عندما يهل عليه نعيمه ينسى ذكر الله، كيف هذا أليس الخير من الله؟
* عندما يطلب المرء من جار له أو صديق عوناً ولا يقدم له يشعر بالخيبة والخذلان، لكنه لا يفكر بما يصيبهم إن فعل مثل هذا الأمر.
* وعندما ينال المرء مكسباً بدون سعي منه يقول هذا نصيب، أما عندما يصاب بمكروه لا يقول هذا جزاء ما اقترفت يداه.
* عندما يمشي المرء وحيداً ترافقه هواجسه ورغباته التي تشغل تفكيره، لكنه لا يفكر بمنكوب أو محتاج، ألا يسمى هذا (انفصام اجتماعي)؟
* وعندما تواجه المرء مشكلة أضاعت مفاتيحها وغاب الإدراك عن استيعاب الأمر وحلّه، فهل يستعان بصديق أم أن الخوف من التشفي والشماتة يمنعانه من ذلك؟
* وعندما تتوفر الإرادة الحازمة للعمل وترافقها القدرة المادية لا بد من استيفاء شروطه وانتفاء موانعه.
* لكن عندما تفكر ملياً بالعالم من حولك تجد أن قوة الدول تحسب بمصانعها وأساطيلها ومخزونها من الذهب، أما الآن إضافة لذلك غدت قوة الفكر هي الأساس والسياسة هي السلطان، فاحتلال الفكر يسبق احتلال الجيوش، فبماذا تحسب قوة ما يسمى الدول العربية؟ بل المحميات الغربية . .!
ألم يغزو المنطقة الفكر الغربي؟ وبات الفكر العربي يعاني الشلل والعقم، وهذا جعل بعض العرب ينقادون للفكر الغربي الدخيل ويسعون للتبعية التي غدت هدفاً لبعضهم.
رحم الله زمناً كان فيه العرب يرون أنفسهم كشعب له مقومات الأمة، فهم غدوا يقلدون حتى في انتمائهم لأوطانهم.
نديم طالب ديب