دور المراكز الثقافية في رأب الصدع وفق خطط مدروسة

العـــــدد 9340

الثلاثـــــاء 30 نيســــان 2019

 

للمراكز الثقافية عموماً دور مهم للغاية في نشر الوعي وتنمية المعرفة وتعزيز الهوية الوطنية التي تؤسس بنيان المجتمع، وتقوي دعائمه في مواجهة التحديات كافة لاسيما في فترة الحروب وما بعدها.

وخلال هذه الفترة الحاسمة التي نعيشها ونحن نقترب من إعلان النصر النهائي على الإرهاب وبدء مرحلة إعادة الإعمار بكافة جوانبها ومنها الثقافي، تزداد حجم المسؤوليات للنهوض مجدداً وفق خطط مدروسة ونتساءل عن دور المراكز الثقافية في إنجاح هذه العملية بكل أمانة عبر إيجاد صيغ جديدة أكثر كفاءة.
حول هذا الموضوع توجهنا بالسؤال إلى شريحة من المثقفين الأكثر تواصلاً مع المراكز الثقافية فكان الآتي:

* الكاتبة هنادي علي من طرطوس، قالت: من واجبنا تجاه الوطن ترميم الجراح ورأب الصدع المجتمعي الحاصل جراء أبشع أنواع الحروب التي شنت على بلدنا ومواجهتها لتجنب التفرقة وثقافة الخوف والطائفية وتوظيف الأوضاع المعيشية للنيل من المنجزات الحقيقية العسكرية للجيش العربي السوري على الأرض في دحره الإرهاب.
ومن هنا نجد أن بناء وعي الإنسان السوري من جديد هو اللبِنة الأولى الحقيقية لإعادة الإعمار والنهوض بمجتمع مدني سليم ومعافى.
إن للمراكز الثقافية الدور الأكبر في العمل على استقطاب أصحاب المواهب وذوي الخبرات وإقامة الندوات الشعرية والحوارية للتعريف بالمرحلة الراهنة ومعطياتها وأيضاً للترفيه عن الضغط الحاصل جراء الاختناق الحياتي اليومي، ومن المفترض لهذه المراكز وضع خطط منظمة وموجهة إزاء كل مرحلة من مراحل الانتصار الحالي لدعم الجيش العربي السوري البطل على كافة الأصعدة بالتعاون مع أجهزة التواصل الأخرى كالتلفزيون والإذاعة وأيضاً التواصل الاجتماعي الافتراضي، وذلك لإبعاد القلة – التي أراها قليلة للآن – والتي تعمل على تقويض ما وصلنا إليه استناداً للغلاء الحاصل وأزمة المحروقات الحالية.
إن التوعية والثقافة والترويج للقفزات النوعية القادمة في مرحلة ما بعد الانتصار الأكبر برأيي كفيل للاستعداد فعلاً لإعمار حقيقي إنساني ومجتمعاتي.
* الكاتبة نرجس عمران من طرطوس، قالت: (المراكز) من التسمية هي مركز الشيء أو لبّه أو نواته، والمركز الثقافي هو مركز الثقافة ولبّها ونواتها، ويقع على عاتقه مسؤولية جمّة وكبيرة للغاية في نشر الثقافة وزيادة الوعي.
وطبعاً الثقافة العامة علمية وأدبية وغيرها فمن المفترض أن يجد طالب الثقافة لذاته رصيداً كافياً يرتكز عليه لينمّي معارفه ومداركه في كل مركز ثقافي، سواء أكانت كتباً أو مراجع أو ندوات أو نشاطات أو محاضرات بمختلف شؤون الحياة وأنواع العلوم ومواكبة الساعة والحدث وملائمة للإعمار.
إنها لا تغذي منسوب الثقافة الشخصية للشخص بذلك فقط وإنما تتيح المجال للمنافسة بين أبناء الترب أو الجيل الواحد وكذلك بين المراكز ذاتها لتقديم الأفضل، وكحال أي حركة أو مؤسسة في الحياة تلاقي المراكز بعض العقبات التي تقف عائقاً أمام أداء دورها على أتم وجه، ولكن أي عائق أبداً لا يوقف دورها هذا ويجب أن لا يحدث لأنها تعكس المستوى الثقافي والحالة الحضارية للبلد وأيضاً للسويات الاجتماعية فيه.
عندما يتعرض البلد لحرب أو لمرض أو كارثة طبيعية أو نكبة اجتماعية أو حالة عدوانية، نجد أهمية كبرى للمراكز الثقافية عندما تنشط وتواصل نقل الحقيقة والفكر السليم والمعلومة الصحيحة والصحية، لاسيما أن البعض من الأميين وكبار السن بحاجة كبيرة وماسّة إلى الوصول إلى عقلهم وإيصال الحقيقة والفائدة وحتى المتعة لهم، وهذا ما ينعكس إيجاباً لصالح المجتمع ومعيشته وأبنائه وتاريخه، وعلى الجميع حماية المراكز الثقافية والتعاون معها والأهم أن تكون بين أيادٍ أمينة تدرك أهمية الثقافة الحقيقية وتعرف آلية إيصالها بالشكل والطريقة الصحيحين.

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار