الوحدة : 13-2-2023
كثير من بيوت ريفنا تحولت لمراكز إيواء مصغرة في وضع إنساني وحّد كل من عليها، وبمبادرة أهلية استقبلت العيسوية حوالي خمسين عائلة ممن تضررت منازلهم، هذا وقد ذكر رئيس بلدية العيسوية غسان شيخ إبراهيم بأن عدد العائلات التي وفدت للعيسوية بلغ ٤٨ عائلة والعدد قابل للزيادة، لافتاً إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها البلد ألقت بظلالها على مختلف الشرائح، مبيناً بأن أهالي المنطقة يبذلون مافي استطاعتهم لمساندة إخوانهم المتضررين، آملاً بتقديم الدعم والمساندة من خلال المساعدات الغذائية وتأمين الأغطية نتيجة الطقس البارد وعدم كفاية مايوجد لدى كل أسرة استقبلت في ظروف غير متوقعة أعداداً إضافية.
جريدة الوحدة تواصلت مع بعض من الأهالي وضيوفهم
من الصليبة في اللاذقية عائلة محمد سعيد جمال مؤيد وإخوته يقولون: خرجنا من بيوتنا بدون أي شيء لا ملابس ولا أغطية حتى أننا خرجنا راكضين حفاة دون أن نعي، مضيفين بأن أصحاب البيت الذين استضافوهم استقبلوهم بحفاوة حيث قدموا لهم كل سمحت به نفوسهم وإمكاناتهم.
والمضيف خالد محمد جندي قال: فتحنا أبوابنا وستبقى مفتوحة لهم إلى ماشاء الله ونحن من عادتنا إكرام الضيف فهم ضيوفنا والواجب يفرض علينا أن نمد يد العون لهم، ويردف قائلاً: كل شخص يضع نفسه في نفس الموقف، فهل سيكون تصرفهم مغايراً لما قمنا به؟
وعبد الرؤوف بنشي من سكان شارع ميسلون ذكر أنه يقطن الطابق العاشر، لافتاً بأنهم وللآن من هول الصدمة مازالوا غير مستقرين نفسياً ومازالت الكارثة ماثلة في أذهانهم ويحسون بأن الأرض تهتز من تحتهم، شعور الخوف لن يمحى والصغار مازالوا متعلقين بالكبار باكين كل النهار، كوابيس في الليل تقض مضجعهم ويشكر هو وعائلته من استقبلهم في العيسوية، منوهاً بأن الوضع صعب على الجميع ويستلزم دعماً سواء أغطية أو مواد غذائية.
فراس عبد الغني نتيفه من الرمل الجنوبي حي العائدين أشار إلى أن البناية التي يقطنها وعائلته تصدعت والوضع متأزم فيها مما يجعل من الاستحالة البقاء فيها فما كان منه إلا أن اتجه إلى العيسوية هو وخمس عائلات معه وعن طريق معارفه قام باستئجار غرفتين وصالون، حيث لم يعد هناك مجال للنزول عند أحد المعارف لكثرة العائلات التي وصلت للبلدة، لافتاً بأن أهل البيت مشكورين زودوهم ببعض الأغطية ولكن لا تفي بالغرض فدرجة البرودة غير محتملة وأيضاً هناك نقص بالمواد الغذائية وقد خرجوا من بيوتهم بالكاد ناجين بأرواحهم، مؤكداً بأن الرعب الذي عاشوه سيبقى عالقاً في ذاكرتهم ما عاشوا.
نجود سقور