العدد: 9339
25-4-2019
تشهد وزارة التربية حراكاً واضحاً في مجال الإعداد والتدريب التربوي الذي يهدف إلى تطوير القدرات والمهارات السلوكية والشخصية والعلمية والمهنية الخاصة بقدرات الكوادر في الميدان التربوي وتسعى إلى سدّ الاحتياجات التدريبية من خلال التشخيص الصحيح ثمّ التغلّب على كافة نقاط الضعف والفجوات الموجودة والتي تؤدي إلى قصور في العمل وتؤثر بشكل سلبي في العملية التعليمية والتعلّمية وتحول دون تحقيق الأهداف الممنهجة، والتي تمّ التخطيط لها عبر سلسلة من المشروعات التي بدأت بوضع الإطار العام والمعايير الوطنية ثمّ ما لحقها من تأليف للمناهج وتقييم وتطوير.
تمّ رصد الاحتياجات التدريبيّة الفعلية، وتمّ الانطلاق بخطة إبداعية بدأت بالتخصص وبالعاملين في الميدان من خلال الترشيح للمدربين ثم إجراء المقابلات الشخصية واختبارات القبول ثم إعلان النتائج والالتحاق بورشات تدريبيّة وإعادة الاختبار وفق المهارات والمعارف الجديدة التي اكتسبوها ويتم تقييم البرامج التدريبية وقياس الأثر من التدريب ووضع خطط زمنية مناسبة لأن التخطيط الزمني لتنفيذ البرامج التدريبيّة من أهم ركائز نجاح خطة التدريب والتنمية.
وما تمّ إنجازه من الخطط يُبشر بالخير لأنّ سمة التنظيم كانت واضحة في الورشات والمتابعة الميدانية من قبل قادة التغيير كانت جليّة وهذا ما غيّر في مفهوم التدريب ليأخذ دوراً تطويرياً وتحفيزياً في آن واحد، فمعظم المدرسين والمعلمين الذين خضعوا للبرنامج أصبحوا في حالة من الرضى الوظيفي وازدادت دافعيتهم للعمل وأخذوا يطّوّرون بقدراتهم وكفاياتهم ليكونوا أهلاً للالتحاق بأكاديمية التدريب التي تعزم وزارة التربية على إقامتها والتي ستغيّر في مفاهيم التدريب والتنمية المستدامة وتنتج كوادر وطنية قادرة على تذليل الصعوبات وإيجاد البدائل والحلول.
إنّ تيسير المناهج المطوّرة يأتي من خلال النهوض بقدرات ومهارات الكوادر التعليّمية والتدريسية وأن ما حصل من فجوات في عدم الفهم الصحيح لبعض ما ورد في المناهج كانت أحد أسبابه عدم تمكين الكوادر بشكل صحيح، لكن اليوم تتجه وزارتنا اتجاهاً صحيحاً وخطوة مباركة في عمليات التدريب ووضع البرامج لضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية التربوية الموضوعة.
عندما تجتمع المهنية والموهبة والصدق والرغبة فإنّ الأعمال تكون في مصبّ البناء والنهوض والتطوير الفعليّ، وهنا لا بدّ أن نشكر العقول النيّرة والهمم العظيمة التي تقود معركتنا التربوية على أرض الواقع وتساند جيشنا في اجتثاث الجهل والتقوقع وتنطلق بنا لنعيد دورنا الرائد في ركب الحضارة وتثبت أننا كسرنا الحصار وانطلقنا إلى عالم النور والإبداع والتميّز.
باسم شرمك