مجالس الأولياء في المدارس هل تؤدي دورها؟ تكريس العلاقة بين المدرسة والبيت أم تقاذف الكرة بين الاثنين؟

العدد: 9339

25-4-2019

عقدت في معظم المدارس في الفترة الأخيرة مجالس الأولياء التي كان من الممكن التعويل عليها لو كان هناك تعاون ما بين الأهالي والمدارس كإدارات وكوادر تدريسية، ولكن كلّ طرف يلقي باللائمة على الآخر، ولو بشيء من العتب، وخلال المجالس وللدقة بمعظمها حدث الغياب الكبير للأهالي فلم يسجلوا حضوراً مقبولاً.

وبجولتنا على بعض المدارس وحضور بعض هذه المجالس كانت لنا هذه اللقاءات..
في مدرسة الضاحية للحلقة الأولى المدير ثائر السوسي قال: كانت استجابة الأهالي قليلة جداً ومن حضر ركز على النظافة في المدرسة وبالتحديد دورات المياه وعدم وجود الماء وخاصة في الدوام المسائي لكن الإدارة أكدت أن الماء موجود والنظافة تعود لسلوك التلاميذ أو بعضهم الذين لا يتقيدون بها، كذلك ذكر الأهالي مسألة مناوشة التلاميذ فيما بينهم وحالات التعدي والضرب فيما بينهم والإدارة قالت: نفعل كل ما بوسعنا لحل المشاكل بين التلاميذ إن حصلت وبشكل يومي تحدث هذه المشاحنات وحتى ضمن الفرصة أو الحصص الدرسية ما يؤثر على العملية التدريسية لذلك الإدارة تعّول على الأسر بالمساعدة وذلك بعدم تلقينهم بالرد على الضرب بالضرب والاعتداء عليهم بل باللجوء للمعلمة وحل الإشكال ودّياً فيما بينهم.
كذلك نوّه عدد من مديري المدارس إلى انزعاج بعض الأهالي عند إلزام التلاميذ بتنظيف الصفوف والباحات، وهذه من ضمن تعليمهم على الإحساس بالمسؤولية والشعور بالحاجة للعمل الطوعي وأهمية العمل التطوعي لاسيما وأن هناك دروساً عن هذا الشأن ضمن مناهجهم الدراسية فكانت نيّة المدرسة تطبيق الدرس وزيادة على ذلك التحلي بشعور الاهتمام بالمدرسة والمحافظة على نظافتها إضافة إلى أهمية توعية الأهل لأطفالهم بالالتزام بالنظافة والمحافظة على أثاث المدرسة، فكما الأهل حريصون على أن يلتزم أطفالهم بنظافة المنزل والأثاث المنزلي وعدم التعرض لأخوتهم بالضرب أو الإزعاج كذلك المدرسة بكادرها الإداري والتعليمي حريصة على أن تبقى المدرسة نظيفة ومرتبة وكذلك العلاقة بين التلاميذ سلسة وهادئة وتسودها روح المحبة والصداقة.
في مدرسة علي القاضي، حلقة أولى ذكرت مديرة المدرسة رفيقة عطية: في مدرستنا العلاقة جيدة جداً مع الأهالي، وهناك تواصل مميز بيننا وبينهم ومستمر، الحضور لمجلس الأولياء كان أقل من الجيد ولو كان وقت المجلس تقريباً مخصصاً للفاقد التعليمي والتسرب من المدرسة وهذا غير موجود في مدرستنا خاصة بعد عودة معظم الوافدين من المحافظات الأخرى الذين كانت مسألة التسرب تسجل عند أطفالهم، ونقول أن أي تواصل بين الجهاز الإداري والتربوي مع الأهالي ينعكس إيجاباً على التلميذ وعلى سير العملية التربوية والتعليمية باعتبار التلميذ هو المحور الرئيسي للعملية التعليمية بالعودة إلى الأهالي وآرائهم..
السيدة أم غدير: نتمنى من الجهاز الإداري أن يفعّل دور المشرفة الاجتماعية واللجوء إلى حلّ مشاحنات الطلاب والسماع إلى شكاويهم إذ أن هناك بعض التلاميذ الذين يعمدون إلى ضرب وأذية زملائهم وبشكل متكرر ولا يلقون لا عقوبة ولا رادعاً ما يضطرنا أن نلجأ بأن نعلم أطفالنا بالرد عليهم بالضرب وهذا يؤزم الأمر وتزداد الأمور سوءاً.
السيدة نجاة قالت: تلجأ بعض المعلمات إلى إلزام التلاميذ بجمع الأوراق والقمامة من الصف منذ بداية الدوام.. لماذا؟ وكيف سيغسل يديه والماء غير متوفر وتحدث هذه خاصة بالمدرسة ذات الدوامين فيقوم كل دوام برمي تهمة رمي الأوراق والأوساخ إلى الدوام الآخر وهكذا دواليك..
السيدة سمر: نتمنى من بعض المعلمات إعطاءنا أرقام هواتفهن للتواصل والاستفسار المستمر عن أحوال أولادنا ولكن البعض منهن لا ترغبن بذلك وتمتنع بحجة الإزعاج، كذلك أتمنى أن تلجأ المعلمة إلى توجيه الملاحظات الكتابية للتلميذ على دفتره وهذا يزيد من أهمية التواصل ومعرفة أحوال اولادنا..
بالمقابل المعلمة رويدا قالت: عاملت طلابي معاملة تسودها المحبة والصداقة وشاركتهم على صفحتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكانت خطوة جيدة ولكن ليس الجميع قادراً على استيعاب هذا الأمر ما خلق لي إزعاجاً من البعض، وصار هذا نقمة علي.
المعلمة رانيا قالت: دائماً يشكو الأهالي من عدم الاهتمام وقلة الجهد المبذول من قبل المعلم تعليمياً وعندما ندعوهم لمجلس الأولياء للتواصل والكلام عن التلاميذ وسلوكهم ومستواهم التعليمي لا نلقى تجاوباً ولا يعيرون ذلك اهتماماً، متناسين أن دورهم وتواصلهم مع المدرسة هو الأساس وهو اللبنة الأولى في تربية وتعليم أطفالهم.
وفي المجلس الذي حضرته هذا العام بمدرستي لم ينّوه من حضر من الأهالي لأي عمل تعليمي، فقط كان الحوار حول علاقات التلاميذ بين بعضهم ومناوشاتهم وشكاياتهم، إذاً العمل التعليمي جيد، فقط يبقى على الأهالي تنبيه أبنائهم على عدم الضرب والتعرض لزملائهم والتعامل بمحبة وتسامح..
السيدة رفاه قالت: صرت أسمع من ابني ألفاظاً لم نعتد عليها في المنزل كذلك تصرفاته عنيفة وحركاته مؤذية لإخوته وهذا عائد للمدرسة وما تعلمه من زملائه،
وأبذل جهوداً كبيرة بألا يقلّد غيره بالتلفظ بهذه الألفاظ والحركات وبحكم تربيته بالبيت نجحت إلى حدٍّ ما، وطبعاً لا أحمّل المسؤولية للمدرسة بكادرها بل لزملائه وحسب ما رباهم أهلهم.
المعلمة إنصاف: هناك تلاميذ تسود سلوكياتهم الرعونة والعنف وبحكم كل القوانين العقوبة وطبعاً منع الضرب بالمدارس وحتى توجيه أي كلام نقف عاجزين أحياناً إذا طبقنا عقوبات التنبيه والفصل أو حتى الكلام يواجهنا الأهالي وكأن ابنهم قديس.
بعد كل ذلك إذا أردنا ردم الفجوة بين المدرسة والمنزل على الجميع التعاون بنيّات صادقة إن كان الأهل أو المعلمون.

آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار